دعا ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربي، اليوم الخميس، إلى تجاوز “الصورة النمطية التي سادت عن الفضاء الأطلسي كمصدر للتحديات”، مؤكدًا أن الواجهة الأطلسية الإفريقية تتمتع بثقافة غنية ووعي جمعي متجذر، مما يجعلها مجالًا استراتيجيًا للتعاون والتنمية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها نيابة عنه فؤاد يزوغ، السفير المدير العام بوزارة الخارجية، في افتتاح اجتماع رؤساء البرلمانات الوطنية في الدول الإفريقية الأطلسية، الذي احتضنه مجلس النواب المغربي. وأشار بوريطة إلى أن الواجهة الأطلسية تشكل بوتقة انصهار للرهانات الاستراتيجية والحوافز الاقتصادية، مما يجعلها مجالًا واعدًا لتحويل هذا الفضاء إلى قطب استراتيجي واقتصادي.
وأوضح الوزير أن الفضاء الأطلسي الإفريقي، الذي يضم 46% من سكان القارة ويساهم بـ55% من الناتج المحلي الإجمالي الإفريقي، يواجه تحديات كبيرة مثل التغير المناخي والتهديدات الأمنية ونقص البنية التحتية وضعف الاستثمارات. كما أشار إلى أن الربط البحري بين دول الواجهة الأطلسية ما زال دون المستوى المطلوب لتعزيز التجارة البينية.
وشدد بوريطة على أن مواجهة هذه التحديات وجني ثمار الفرص المتاحة يتطلب تعاونًا مشتركًا بين دول المنطقة، قائلًا: “لا سبيل إلى بلوغ هذه الغاية إلا بحشد جهود سائر دول منطقتنا”. وأضاف أن الاجتماع الحالي يعبر عن العزم الأكيد على تعزيز التعاون من خلال تكثيف الجهود وإنشاء آليات تعاون أكثر فعالية.
وأكد الوزير أن الفضاء الأطلسي شهد إطلاق العديد من المبادرات التي تعكس التكامل بين دوله، مشيرًا إلى أن الطموح الأكبر يتمثل في تنسيق هذه الجهود لإنشاء شبكة تعاون قوية. كما أبرز أهمية المبادرة الملكية التي أطلقها الملك محمد السادس في نوفمبر 2023، والتي تهدف إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
واختتم بوريطة كلمته بالتأكيد على أن هذا الاجتماع يشكل محطة مهمة في مسار تنزيل أهداف برنامج مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، معربًا عن أمله في أن يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة.
يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون البرلماني بين دول الواجهة الأطلسية الإفريقية، ودعم المبادرات التي تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والأمني في المنطقة.