أشارت مجلة بلومبرغ الدولية المتخصصة في الاقتصاد، إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الخميس 22 نونبر 2024، إلى المغرب، فور عودته من قمة العشرين التي عقدت في البرازيل، تندرج في إطار جهود الصين لتعزيز علاقاتها وشراكاتها مع الدول الإفريقية، التي يعد المغرب من أهمها.
وتشير المجلة في مقال نشرته اليوم الجمعة ، إلى أن هذه الزيارة لم تعلن عنها بكين مسبقا، مؤكدة أن الرئيس الصيني استقبل في مطار الدار البيضاء من قبل ولي العهد مولاي الحسن ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش.
وأضافت بلومبرغ أن الرئيس الصيني أكد خلال الزيارة رغبة بلاده في تعزيز التعاون المشترك في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، وهي المبادرة التي تسعى بكين من خلالها إلى تعزيز الروابط التجارية والتنموية مع مختلف دول العالم، والمغرب أحد أبرز محطات هذه المبادرة في إفريقيا.
وأشارت المجلة المذكورة، نقلا عن وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين، وهو ما يعكس اهتمام الرباط بجذب المزيد من الاستثمارات الصينية لتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد.
وتشير المجلة إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للرئيس الصيني إلى المغرب منذ توليه منصبه، وأنها تندرج في إطار جهود الصين لتعزيز علاقاتها مع الدول النامية، ليس لأسباب اقتصادية فحسب، بل أيضا لمواجهة الأزمة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة.
وفي إطار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تسعى الصين إلى استغلال الموقع الاستراتيجي للمغرب لتعزيز سلاسل توريد البطاريات في أوروبا، حيث يستفيد المغرب من اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب ما تشير إليه المجلة.
وفي هذا السياق، أضافت أن شركة Zhejiang Hailiang الصينية، وهي منتج رئيسي لأنابيب وقضبان النحاس، أعلنت هذا العام عن نيتها بناء مصنع جديد في المغرب باستثمارات تقدر بنحو 288 مليون دولار لإنتاج مواد طاقة جديدة، بما في ذلك رقائق بطاريات الليثيوم، استجابة للطلب العالمي المتزايد.
كما وقعت شركة الاستثمار المغربية “صندوق الإيداع والتدبير” والشركة الصينية “غوتشون هاي تيك” اتفاقية لتعزيز تطوير أول “جيغا فاكتوري” للبطاريات الكهربائية في المغرب، والذي سيقع في مدينة القنيطرة شمال العاصمة الرباط.
ويهدف هذا المشروع الطموح، بحسب بلومبرغ، إلى إنتاج خلايا وحزم بطاريات ليثيوم أيون، ما يعكس التزام المغرب بتطوير تقنيات الطاقة النظيفة والتحرك نحو اقتصاد مستدام، مشيرا إلى أن هذا التعاون يأتي في ظل اهتمام متزايد من الجانبين بتطوير مشاريع مشتركة تعزز تنافسية المغرب كقاعدة للمصالح الصناعية والتجارية للصين في إفريقيا وأوروبا.