ذكرني ما أثير مؤخرا حول كلمات، وعبارات وصور غير بريئة على مغلف بيمو “مريندينا” بكتاب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر “قيمنا المعرضة للخطر” كنت قرأته منذ زمن.
لن أدخل في نقاش جزئي، لأننا نحتاج لنقاش وحوار كلي، ناضج وهادئ حول ماتتعرض له القيم الأخلاقية والحضارية من “حرب” بطرق “حسي / مسي” وبأساليب مختلفة بعد هيمنة قيم السوق على عالم اليوم -وهي قيم مادية صماء لاترحم- وتسليع الإنسان، وتفكيكه حسب تعبير عبد الوهاب المسيري رحمه الله.
والذين رفضوا العبارات والصور التي كتبت على مغلف بيمو “ميرندينا” – وذلك من حقهم لأن أكثر من يشتريها أطفال – إنما تعرضوا لاستفزاز بطريق الصدمة، وإلا فإن العبارات نفسها وأكثر منها ومشاهد بالصوت والصورة، تقال وتسمع وتشاهد، وحصل تطبيع معها تدريجيا منذ انطلاق خيار دبلجة المسلسلات بدأت مكسيكية ، ثم همينت التركية وتحديدا الدبلجة باللهجة المغربية. وأصبحت تلك المسلسلات ضيفا مقيما في بيوت عدد كبير من المغاربة، لأنها تعرض عليهم صبحا وعشيا.. وتستمر حلقاتها لسنوات طواااااااال
نحتاج لنقاش هادئ وعميق لمسألة القيم بعيدا عن الحسابات الضيقة، ولغة الاتهامات والطعن في النيات، لأنها مسألة مهمة جدا تتعلق بمستقبلنا وبشخصيتنا المغربية وخصوصيتها الحضارية.