الرابور “بوز فلو” يعتنق عالم فن الرواية رفقة الروائية الطنجاوي خلود الراشدي

جورنال244 فبراير 2025
جورنال24
الواجهةثقافة وفن
الرابور “بوز فلو” يعتنق عالم فن الرواية رفقة الروائية الطنجاوي خلود الراشدي

برز الراب المغربي كقوة معبرة تخترق الحواجز وتُلقي الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية، وجواد أسردي، المعروف بـ”بوز فلو”، هو واحد من الأصوات التي تألقت مؤخرا بسلسلة أغانيه الجديدة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أغنية “البيضة مونامور”.

هذه الأغنية لم تكن مجرد إيقاعات وكلمات تحرك الجمهور؛ بل أصبحت شرارة أطلقت إبداعا من نوع آخر، ربطت بين فن الراب والرواية بطريقة غير مسبوقة.

ما القصة؟

خلود الراشدي، كاتبة شابة من طنجة، وجدت نفسها عالقة في دوامة من الحزن بعد أن خطف إدمان الكوكايين روح أحد أقرب أقاربها، هذه المأساة تركت في قلبها جرحا عميقا، لكنها في الوقت ذاته أشعلت شرارة الكتابة الروائية لديها.

تقول خلود في حديثها لجريدة “جورنال 24” إنها عندما استمعت إلى أغنية “البيضة مونامور”، شعرت بعمق الكلمات وقوتها، كأنها تصف جزءا من واقعها الشخصي، كما أن الأغنية التي تناولت موضوع الإدمان وآثاره الاجتماعية ألهمت خلود لبدء رواية جديدة تحمل بين طياتها أصداء هذا الألم.

الراب والرواية !!

لم يكن الأمر مجرد استلهام عابر؛ إذ بادرت خلود بالتواصل مع “بوز فلو”، وفي خطوة جريئة وغير مألوفة، اتفقا على التعاون الفني، هذا التعاون لا يقتصر فقط على تسليط الضوء على قضايا مجتمعية حساسة، بل يشكل جسرا بين جمهورين مختلفين: جمهور الراب الذي يبحث عن الأصوات الصادقة، وجمهور الرواية الذي يتوق إلى قصص تلهم التفكير والتغيير.

والراب، بكونه فنا يعتمد على الكلمات القوية والإيقاعات الجذابة، يحمل قدرة هائلة على نقل الرسائل الاجتماعية وإثارة النقاشات، ومن جهة أخرى، الرواية، باعتبارها أحد أقدم أشكال التعبير الأدبي، تمنح القارئ فرصة الغوص في تفاصيل الحياة وتكوين فهم أعمق للقضايا المطروحة.

وجدير بالذكر أن التعاون بين بوز فلو وخلود الراشدي يقدم نموذجا لكيفية تداخل هذين الشكلين الفنيين في إنتاج أعمال ذات بعد إنساني عميق.

والخطوة الأبرز في هذا المشروع هي أن الرواية الجديدة، التي بدأت خلود في كتابتها،والتي تحمل عنوان “على بياض” سترافق السهرات الفنية التي ينظمها بوز فلو، وهذه الفكرة المبتكرة ستسمح لجمهور الراب بأن يقترب من عوالم الأدب والرواية، وسيكون للجمهور فرصة حضور لحظات توقيع مشترك للرواية من بوز وخلود، في تجسيد حي لتلاقي الكلمة والإيقاع.

الإبداع يولد من الألم

وتبقى القصة التي جمعت بين بوز فلو وخلود الراشدي شاهدة على قدرة الفن على تحويل الألم إلى إبداع، وعلى إمكانية استخدام الموسيقى والأدب كوسيلتين للتأثير في المجتمعات، فبينما يواصل بوز فلو عزف كلماته على ألحان الراب، تنسج خلود حكاياتها بحبر يلامس جراح الروح، ليقدما معا رسالة أمل وإلهام للمجتمع، ورسالة تقول إن الفن، بكل أشكاله، هو ملاذ وقوة للتغيير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة