أثار خطاب رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، خلال لقاء “مسار الإنجازات”، موجة من الانتقادات، بعدما اعتبر عدد من المتابعين أنّ رئيس الحكومة قدّم صورة “وردية” عن حصيلة ولايته، بعيدة عن الواقع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه ملايين المغاربة.
ورغم حديث أخنوش عن ما وصفه بـ”إنجازات هامة” في مجال الحماية الاجتماعية، يرى منتقدون أن الحكومة تغاضت عن الأزمة التي تسبب فيها الارتفاع القياسي لأسعار المواد الأساسية والمحروقات ونفقات النقل، مؤكدين أن الدعم المباشر الذي تقدّمه الدولة “لا يغطي سوى جزء بسيط من خسائر الأسر”.
وفي ما يتعلق بالنمو الاقتصادي، اعتبر رئيس الحكومة أن بلوغ نسبة 3.8% سنة 2024 والتوقعات بارتفاعها إلى 4.8% في 2025 يعكسان نجاح الخيارات الحكومية. غير أن أصواتاً اقتصادية واجتماعية تؤكد أن هذه الأرقام “لم تُترجم إلى تحسين ملموس في مستوى معيشة المواطنين”، حيث ما يزال الشباب يعاني من البطالة، فيما لا تنعكس الاستثمارات الكبرى على خلق فرص الشغل.
كما قدّم أخنوش برامج حكومية مثل “مدارس الريادة” و”الفرصة الثانية” باعتبارها دليلاً على تحسن جودة التعليم. لكن فاعلين في القطاع يعتبرون هذه المبادرات “نماذج معزولة” لا تعبّر عن واقع المدارس العمومية التي لا تزال تعاني الاكتظاظ، ونقص الأساتذة، وضعف البنية التحتية.
الخطاب الحكومي الذي قدّم الدار البيضاء كمدينة “تتنفس من جديد” أثار بدوره الكثير من الجدل، إذ يؤكد سكان العاصمة الاقتصادية أن مشاكل النقل والاكتظاظ وضعف صيانة الطرق وتدهور النظافة ما زالت تؤثر على حياتهم اليومية، في تناقض مع الصورة التي عرضها رئيس الحكومة.
ويرى المنتقدون أن خطاب أخنوش كان موجهاً أكثر إلى “التسويق السياسي” منه إلى تقديم تقييم موضوعي لعمل الحكومة، معتبرين أن الوعود الكبيرة التي رفعتها الأغلبية خلال حملتها الانتخابية لم تتحقق بالشكل المنتظر، رغم توفر الدولة على موارد مالية مهمة في السنوات الأخيرة.
ويؤكدون أن المغاربة ينتظرون “حلولاً فعلية” لمشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية، وليس الاكتفاء بعرض مبادرات تواصلية “لا تغيّر الواقع”، على حد تعبيرهم.














