حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، من أن أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية سيكون “غير مقبول”، مؤكدين أن مثل هذا الإجراء سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وعقبة أمام تحقيق حل الدولتين.
جاء ذلك خلال محادثة هاتفية بين الرئيسين، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة الفرنسية. وأكد البيان أن مثل هذا التهجير سيكون عاملًا رئيسيًا في زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة في مصر والأردن.
وأشار الرئيسان إلى عزمهما العمل من أجل احترام دائم لوقف إطلاق النار في غزة، ودعما جهودًا تهدف إلى إيجاد حل سياسي قائم على مبدأ حل الدولتين، والذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.
هذا التحذير يأتي في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أثار استهجانًا واسعًا الثلاثاء بعدما أعلن أن الولايات المتحدة “ستسيطر” على غزة، مشيرًا إلى إمكانية إعادة توطين سكان القطاع في مكان آخر “بشكل دائم”، وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد إفراغها من سكانها الفلسطينيين.
لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حاول لاحقًا توضيح تصريحات ترامب، مؤكدًا أن الاقتراح يقضي بخروج الفلسطينيين من غزة بشكل مؤقت فقط، ريثما يتم إعادة إعمار القطاع. كما حاول البيت الأبيض تعديل تصريحات الرئيس، مشددًا على أن الولايات المتحدة “لن تمول إعادة إعمار غزة”، وأن ترامب “لم يتعهد” بإرسال قوات إلى غزة “في الوقت الحاضر”.
من جهتها، تتهم السلطة الفلسطينية إسرائيل بـ”التطهير العرقي” في الضفة الغربية المحتلة، حيث تشن القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية منذ أسابيع، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين الفلسطينيين.
يأتي هذا التحذير المشترك من ماكرون والسيسي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية، مما يزيد من الضغوط الدولية لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة للأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية.