خلفت تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول الجزائر ردود فعل غاضبة من طرف قادة الجيش الجزائري، المسيطر على الحكم في البلاد، حيث خرج الجيش أمس الأربعاء 8 يناير 2025، ببيان قال فيه إن “الجزائر لا تقبل الابتزاز أو الرضوخ لأي جهة مهما كانت قوتها”، معتبرة أن تصريحات الرئيس الفرنسي تدخلاً في شؤونها الداخلية.
وكان ماكرون، قد خرج في تصريحات انتقد فيها اعتقال السلطات الجزائرية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، منتصف شهر نوفمبر الماضي.
وأضاف الجيش الجزائري في افتتاحية مجلة “الجيش” الناطقة باسمه والتي جاء نصها أيضا في تدوينة على صفحته على فيسبوك، أن “المشهد واضح جدا ولا يحتاج إلى تفكير طويل وتحليل معمق”. “حتى ندرك النوايا الخبيثة لأعداء الجزائر وأهدافهم الدنيئة”.
وتابع: “الجزائر التي ظلت ثابتة وقوية طوال تاريخها المليء بالمجد والبطولة، لن تستسلم أبدًا لرياح المؤامرة والانقسام وسموم الفتنة”.
اعتقلت السلطات الجزائرية صنصال (75 عامًا)، الذي حصل على الجنسية الفرنسية في عام 2024، في منتصف نوفمبر بمطار الجزائر، قبل نقله إلى السجن بتهمة المساس بأمن الدولة. ثم تم نقله في منتصف ديسمبر إلى وحدة طبية بالسجن بسبب تدهور صحته.
ودعا الرئيس ماكرون الجزائر إلى الإفراج الفوري عن الكاتب والمعارض صنصال.
وقال على تويتر: “الجزائر التي نحبها كثيرًا، والتي نتقاسم معها تاريخًا مشتركًا وأبناءً كثيرين، شرعت في مسار ضار بها بمنع شخص مريض من تلقي العلاج. هذا لا يعكس واقع الجزائر”. على هامش لقاء مع سفراء فرنسيين في قصر الإليزيه يوم الاثنين الماضي.
وأضاف: “أدعو الحكومة الجزائرية إلى الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال”، وقال ماكرون إن الجزائر “لا تتصرف بالمستوى الذي تستحقه، كدولة لها تاريخ طويل في النضال من أجل استقلالها”.
أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن قلقه، في تصريحات أدلى بها يوم الأحد الماضي، إزاء رفض طلبات الإفراج التي قدمها بوعلام صنصال ومحاميه. وقال الوزير الفرنسي: “فرنسا قلقة للغاية بشأن حالته الصحية. نحن ملتزمون بحرية التعبير والرأي ونعتبر أن الأسباب التي قدمتها الجزائر لاعتقاله غير مبررة”.