حكومة قطع الله يدير الخير

جورنال2424 أكتوبر 2024
جورنال24
أقلام وأراءالواجهة
أخنوش الحكومة جودة الهواء المعارضة

رغم الترحيب الذي لقيته حكومة أخنوش التي تم تعينها من طرف الملك محمد السادس، أمس الأربعاء 23 أكتوبر 202، من طرف البعض، إلا أن خيبة أمل كبيرة تملكت الكثيرين ممن انتظروا هذا التعديل الحكومي، وذلك طبيعة هذا التعديل والأسماء الجديدة التي أتى بها.

فالسخرية العارمة والامتعاض الذي ساد وسائط التواصل الاجتماعي، يعكس حالة الإحباط الذي شعر به الجميع تجاه هذه التشكيلة الحكومية بعد شهور من التشويق الانتظار، تشكيلة كانوا ينتظرون أن تكون مستجيبة لتطلعات المواطنين، تشكيلة تكون قادرة إعادة الأمل في نفوس الطبقات الهشة التي زادتها حكومة أخنوش بؤسا وهشاشة.

فالأسماء التي أتى بها أخنوش، وحسب عدد من المتتبعين لا بعث على الأمل، بل زادت الطين بلة، وقضت على أخر ذرة أمل في أخنوش، فحكومته كرست مبدأ زواج المال والسلطة، بأسماء لم يسبق لها أن تقلدت أي مناصب بتدبير الشأن العام لا على مستوى المحلي ولا الوطني لا حتى على المستوى الحزبي، وكل ما تملك من كفاءة هي أنها من مجال المال والأعمال، كما لو أن الحكومة استحالت إلى منتدى اقتصادي، أو ملتقى لرجال الأعمال.

خيبة الأمل مردها في الأساس، إلى ذلك الشعور بالإحباط الذي اختلج غالبية من تلقوا خبر التعديل الحكومي واطلعوا على الأسماء الجديدة التي أتت مع هذا التعديل، والذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أسماء جديدة تكون قادرة على تغير واقع الفشل الذي واكب أخنوش ووزراءه في النسخة الأولى، إلا أن كل ذلك تبخر كما يتبخر السراب، وأصبح لزاما علينا استكمال ولاية أخنوش الحكومية بكل خيبات الألم التي عشناها وسنعيشها فيما تبقى من الأسابيع والشهور.

إن سياسة تبادل الأدوار وتغيير الكراسي، وجلب أسماء جديدة لا تختلف عن تلك التي غادرت إلى من حيث الاسم، وكأن التعديل الحكومي كان هدفا في حد ذاته، ولم تكن الغاية منه خلق دينامية جديدة داخل الحكومة، دينامية تتجاوز عثرات السنوات الماضية، التي كانت نتائجها وبالا على المواطنين، وانعكست سلبا على معيشهم اليومي.

وحتى نكون منصفين، فلم يحدث أن لقيت حكومة ما مثل هذا التنذر والتشاؤم كما هذه الحكومة، حكومة قيل لنا زورا أنها حكومة كفاءات، لتبين فيما بعد أن حكومة رجال أعمال جاءت للحفاظ على مصالحها وتوسيعها، ثم بعد هذا التعديل كرست هذا المعطى، وزادت اليقين من أن أخنوش لم يكن ولن يكون يوما ما رجل دولة قادر على تدبير الشأن العام بعيدا عن طبيعته كرجل أعمال، لا يعرف إلى منطق الربح والخسارة المرتبط بالأموال، وأنه لن يستطيع فهم الواقع الموضوعي للمواطنين ولا المشاكل التي يعيشونها، وهذا أمر كان واضحا منذ البداية، حينما أخبرنا أن بائع نعناع في سوق شعبي، قال له أنه المخطط الأخضر الذي أجمع القريب و البعيد على فشله قد نجح.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة