تراجع مصر عن دعم مرشح الجزائر: أسباب وتداعيات

سعد الله الملالي14 فبراير 2025
سعد الله الملالي
الواجهةعربي دولي
تراجع مصر عن دعم مرشح الجزائر: أسباب وتداعيات

طرحت مصر اسم مرشحها لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، مما يمثل انقلابًا واضحًا على موقفها السابق الذي اصطف فيه مع الجزائر. كانت القاهرة قد دعمت خلال الفترة الماضية المرشحة الجزائرية مليكة حدادي، سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، لكنها فاجأت الجميع بقرارها الأخير في الدقائق الأخيرة من الإعلان عن الترشيحات.

يأتي هذا القرار دون أي حملة انتخابية سابقة لصالح المرشحة المصرية، مما أثار استغراب العديد من المراقبين والمتابعين للشأن الإفريقي.

يمكن تعزى هذه الخطوة المصرية إلى عدة عوامل سياسية ودبلوماسية. أولاً، يبدو أن القاهرة تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي داخل الاتحاد الإفريقي، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة بين الدول الإفريقية الكبرى على المناصب القيادية في المنظمة القارية. ثانيًا، قد تكون هناك خلافات غير معلنة بين القاهرة والجزائر حول بعض القضايا الإقليمية أو الدولية، مما دفع مصر إلى إعادة النظر في موقفها الداعم للجزائر. هذا التغير في الموقف المصري يعكس تعقيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتأثيرها على التعاون الإفريقي.

من جهة أخرى، يُنظر إلى هذا التراجع المصري كضربة جديدة للسياسة الخارجية الجزائرية، التي تواجه تحديات متزايدة على الساحة الإفريقية. فقد أظهرت السنوات الأخيرة تراجعاً واضحاً في النفوذ الجزائري داخل الاتحاد الإفريقي، سواء بسبب الخلافات مع دول إفريقية أخرى أو بسبب ضعف الاستراتيجيات الدبلوماسية التي تتبعها الجزائر. كما أن غياب التنسيق الكافي بين الجزائر ومصر، الشريك التقليدي لها في العديد من القضايا الإفريقية، يزيد من صعوبة تحقيق الأهداف المشتركة على المستوى القاري.

على الصعيد الداخلي، قد يكون لهذا القرار تأثيرات سلبية على مكانة الجزائر في العالم العربي والإفريقي. حيث إن الانسحاب المفاجئ لدعم أحد أكبر الحلفاء الإستراتيجيين مثل مصر يمكن أن يُفسر على أنه ضعف في التأثير السياسي للجزائر، مما قد يؤدي إلى تقويض جهودها لتحقيق المزيد من المكاسب الدبلوماسية في المستقبل. كما أن هذا التطور يدفع الجزائر إلى إعادة النظر في استراتيجياتها المتعلقة بالتعاون الإفريقي وإعادة بناء العلاقات مع شركائها التقليديين.

ختامًا، يُعد تراجع مصر عن دعم مرشحة الجزائر مؤشرًا على التحولات الجارية في السياسة الإفريقية، حيث تسعى الدول الكبرى إلى تعزيز مكانتها ونفوذها داخل المنظمات القارية. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تكون مفاجئة، إلا أنها تعكس أهمية التنسيق والتواصل بين الدول لتحقيق الأهداف المشتركة. لذلك، يجب على الجزائر أن تعمل على تحسين علاقاتها مع الدول الإفريقية الأخرى، بما في ذلك مصر، لضمان تحقيق مصالحها الوطنية في المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة