الصحف الفرنسية تتهم النظام الجزائري باستغلال مسجد باريس عبر “شهادة الحلال”

جورنال2419 يناير 2025
جورنال24
أخبار الجاليةالواجهة
مسجد باريس

يكشف تحقيق أجرته مجلة Le Point الفرنسية أن النظام الجزائري يستغل المسجد الكبير في باريس كواجهة لإثراء نفسه بفضل “شهادة الحلال” التي تصدرها شركة GMPH Grand Mosque of Paris التي يديرها عميد المسجد شمس الدين حفيظ.

وفقا للمجلة الفرنسية، أصبحت هذه الشهادة منذ يونيو 2023 مطلبا أساسيا لأي شركة أوروبية ترغب في تصدير منتجاتها الحلال إلى الجزائر. وتفرض هذه العملية، التي تدر أرباحا هائلة للنظام الجزائري، رسوما تصل إلى 0.15 يورو للكيلوغرام، “قابلة للتفاوض”، وفقا للخبراء الذين قابلتهم Le Point.

أثار هذا القرار غضب المنتجين الأوروبيين الذين وجدوا أنفسهم رهائن لهذه الشهادة. ويشكل هذا الإجراء انتهاكا صارخا لقواعد المنافسة الأوروبية ومحاولة لاحتكار سوق الحلال بشكل غير عادل.

ولم تقتصر الفضائح الاقتصادية والسياسية التي تورط فيها شمس الدين حفيظ على ذلك، بل شرعت السلطات الفرنسية في تحقيقات معمقة في مصادر تمويل مسجد باريس الكبير وعلاقاته بالنظام الجزائري. وتهدف هذه التحقيقات، بحسب وسائل إعلام فرنسية، إلى قطع نفوذ الجزائر على الأراضي الفرنسية واستعادة السيطرة على المسجد.

وأفادت مصادر إعلامية أن هذا التحقيق جاء بناء على أمر من وزير الداخلية برونو ريتيلو، الذي طلب بنفسه إجراء تدقيق كامل للشؤون المالية وعلاقات مسجد باريس الكبير مع النظام الجزائري، في محاولة لقطع العشب من تحت أقدام النظام الجزائري بقطع رأس كل مراكزه المنظمة على الأراضي الفرنسية.

وأمام هذه التحقيقات، وجد شمس الدين حفيظ نفسه في موقف صعب، حيث حاول “إنقاذ نفسه”، بحسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية. لكن النظام الجزائري الذي يبدو مترددا في دعمه، فضل الابتعاد عنه لتجنب أي تورط آخر.

المحامي شمس الدين الذي تربطه علاقة مصالح واضحة بالرئيس عبد المجيد تبون، نظرا لكثرة لقاءاتهما منذ انتخابه عميدا لمسجد باريس في يناير 2020، أصبح الآن أشبه بشخص مصاب يتجنب الجميع مقابلته أو حتى الرد على اتصالاته، حسب ما نقلت بعض وسائل الإعلام نقلا عن مصادر وصفته بالموثوق.

بعد الكشف عن الأدوار السياسية والتجارية التي لعبها عميد مسجد باريس الكبير سرا لصالح النظام العسكري الحاكم في الجزائر، عاد شمس الدين لاستغلال سلطته الدينية من خلال حث أئمة المسجد نفسه، مطالبا إياهم بالدعاء لفرنسا في ختام خطب الجمعة. وهذا ما صرح به في رسالة وجهها الخميس الماضي إلى 150 إماما تابعين لمسجد فرنسا الكبير. وطلب شمس الدين حافظ من خطباء الجمعة “تلاوة الأدعية بالعربية والفرنسية في ختام كل خطبة جمعة”.

وأشارت الرسالة إلى أن الدعاء المقترح جاء على النحو التالي: “اللهم احفظ فرنسا وكل شعبها ومؤسسات الجمهورية، واجعل فرنسا بلدا آمنا مطمئنا يتعايش فيه كل أفراد المجتمع الوطني بكل فئاته ومذاهبه في أمن وسلام”.

وأوضح هذا المحامي الإسلامي أن هذا التوجه يندرج في إطار “تنفيذ مشروع تكييف الخطاب الديني الإسلامي في المجتمع الفرنسي، الذي بدأه المسجد”.

وقد أثار هذا التوجه غضب العديد من الجزائريين الذين اعتبروه استغلالا صارخا للدين من قبل عميد المسجد لترميم صورته الملطخة بالأفعال السيئة التي كان يخفيها في الخفاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة