أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الجمعة 2 ماي 2025، مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم 21 طفلاً و15 امرأة، في “مجزرة” ارتكبتها قوات الدعم السريع في بلدة النهود جنوبي البلاد.
يأتي هذا القرار بعد سيطرة قوات الدعم السريع على البلدة، التي تُعتبر العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان في جنوب السودان.
وأفادت الشبكة في بيان لها أن “قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة واسعة النطاق في بلدة النهود منذ مساء الخميس، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 21 طفلاً و15 امرأة، بالإضافة إلى نهب المستلزمات الطبية والأسواق، واقتحام مستشفى النهود”.
وأدانت الشبكة، وهي لجنة طبية مستقلة، هذه “الجريمة”، التي قالت إنها “تمثل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق الدولية والقيم الإنسانية”.
وأشارت إلى إغلاق مستشفى النهود الجامعي (الحكومي)، الذي يُعدّ مصدرًا حيويًا للحياة لسكان المنطقة، بعد نهبه ونهب مستودعات المستلزمات الطبية التابعة له.
وأشارت إلى أن “عدة صيدليات خاصة تعرضت للتدمير والتخريب، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الطبية للعديد من المرضى والجرحى الذين يعتمدون عليها في هذه الظروف الصعبة”.
ولم تُعلق قوات الدعم السريع على الأمر فورًا.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود وتسليمها مقر اللواء الثامن عشر مشاة للجيش السوداني، عقب اشتباكات بين الجانبين.
وأضافت في بيان لها أن قواتها “بدأت على الفور بتأمين المدينة وتوفير الحماية الشاملة لها”.
كما نشر عناصر من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو من داخل مقر اللواء الثامن عشر مشاة التابع للجيش، بالإضافة إلى مقاطع أخرى تُظهر وجودهم داخل مدينة النهود، دون التحقق من صحتها.
ولم يُعلق الجيش السوداني على هذا الأمر حتى الساعة 13:25 بتوقيت غرينتش.
كانت مدينة النهود تحت السيطرة العسكرية، وأصبحت العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان في يوليو 2024، بعد سقوط عاصمتها الأصلية، الفولة، في أيدي قوات الدعم السريع.
منذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وحوالي 15 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية. وقدّرت أبحاث أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بحوالي 130 ألفًا.
في الآونة الأخيرة، بدأت سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق معينة تتراجع لصالح الجيش في عدة ولايات، وخاصة في العاصمة الخرطوم، حيث استعادت القوات النظامية مواقع رئيسية مثل القصر الرئاسي والوزارات الحكومية والمطار ومقرات الأمن والجيش.
في جميع أنحاء السودان، تسيطر قوات الدعم السريع الآن على أجزاء فقط من ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوب محدودة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأربع ولايات في إقليم دارفور.
