شهدت الأنظمة الإلكترونية الخاصة بـ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) هذا الأسبوع انهياراً تقنياً شاملاً، أدى إلى توقف الموقع الرسمي والتطبيق الجديد MaCNSS عن العمل، تاركاً آلاف المرتفقين في مواجهة رسائل الخطأ ومحاولات الولوج الفاشلة، دون أي توضيح رسمي يشرح أسباب العطل أو مدة إصلاحه.
ويأتي هذا الانقطاع في وقت اختار فيه CNSS فرض تحديثات جديدة تُلزم المواطنين باستخدام الهوية الرقمية عبر “هويتي الرقمية” وخاصية NFC، وهي شروط تقنية لا تتوفر في عدد كبير من الهواتف القديمة، خطوة وُصفت بأنها إقصاء رقمي واضح وعجز عن مراعاة فئات واسعة من المجتمع.
المستخدمون اعتبروا أن الصندوق “يدفع المواطنين قسراً” نحو حلول رقمية غير مستقرة أصلاً، في وقت تعجز فيه المنظومة عن تقديم خدمة بسيطة دون أخطاء متواصلة. ووجهت انتقادات حادة للصندوق بسبب غياب خطة بديلة تضمن استمرارية الخدمات وتراعي اختلاف إمكانيات المستعملين.
ويزداد الغضب الشعبي في ظل استمرار الأعطاب التقنية، رغم أن الصندوق خصص حديثاً ميزانية ضخمة تبلغ 40 مليون درهم لتعزيز أمنه السيبراني، بعد الاختراق الكبير الذي أدى إلى تسريب بيانات ملايين المواطنين ومئات الآلاف من الشركات.
ورغم ضخامة التمويلات المطروحة، لا تزال الأنظمة الرقمية للصندوق تظهر “هشّة” وتتعطل عند كل تحديث، مما يطرح أسئلة جدية حول نجاعة التدبير التقني وحسن توجيه الموارد.
المرتفقون يطالبون بحلول عاجلة، وبتحمل المؤسسة لمسؤوليتها، بدل الاكتفاء بإطلاق تحديثات لا تراعي الواقع التقني للمستخدمين، ليبقى السؤال مطروحاً: كيف تُفرض شروط رقمية جديدة بينما الخدمات الأساسية عاجزة أصلاً عن العمل؟














