في خطوة تعكس ارتباك جبهة البوليساريو وتخبطها السياسي، وجه ممثل الجبهة الانفصالية لدى الأمم المتحدة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، الروسي فاسيلي نيبينزيا، هاجم فيها مشروع القرار الأمريكي الجديد المتعلق ببعثة المينورسو بالصحراء المغربية، واصفاً إياه بـ”الانحراف الخطير”، في محاولة مكشوفة للضغط على المنظمة الأممية بعد تزايد الدعم الدولي للموقف المغربي.
الرسالة، التي جاءت عشية مناقشة مجلس الأمن لتمديد ولاية بعثة المينورسو، تضمنت لغة تصعيدية ضد الولايات المتحدة، متهمة إياها بـ”الانحياز”، رغم أن واشنطن كانت من أبرز الدول الداعمة لمسار الأمم المتحدة القائم على الحل السياسي الواقعي والعملي المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، والتي باتت تحظى بتأييد دولي واسع باعتبارها الأساس الجاد والوحيد لحل النزاع المفتعل.
ويرى متتبعون أن رسالة البوليساريو تكشف عن عزلة الجبهة وتراجع نفوذها السياسي والدبلوماسي، خصوصاً بعد سلسلة من المواقف الصريحة التي صدرت عن عواصم مؤثرة في مجلس الأمن، تؤكد دعمها الثابت للمبادرة المغربية وتدعو إلى تجاوز أطروحات الانفصال التي أبانت عن فشلها الذريع.
كما اعتبر محللون أن تهديد الجبهة بعدم المشاركة في أي مفاوضات سياسية يشكل “ابتزازاً مفضوحاً” للأمم المتحدة ومحاولة للتهرب من مسؤوليتها في تعطيل المسار السياسي، بينما يواصل المغرب التزامه الكامل بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا، من أجل حل نهائي مبني على الواقعية والتوافق واحترام السيادة الوطنية للمملكة على أقاليمها الجنوبية.
وتأتي هذه الرسالة في سياق متوتر بالنسبة لجبهة البوليساريو، التي تواجه انقسامات داخلية وتراجعاً حاداً في مناطق تندوف، إلى جانب تضاؤل دعمها الخارجي، في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز تنميته الشاملة بالأقاليم الجنوبية واستقطاب استثمارات دولية كبرى، بما يجعل الأمر الواقع التنموي والسيادي في الصحراء المغربية أمراً لا رجعة فيه.
