طالب رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، السلطات إلى الحزم في التعامل مع مروجي الخمور الفاسدة، وإنزال أقصى العقوبات عليهم في حقهم، والتعاطي معهم كما يتم التعامل مع المتهمين في قضايات الإرهاب.
وجاء ذلك من خلال شريط فيديو نشر على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على خلفية فاجعة الكحول الفاسد الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص بسيدي علال التازي.
عبد الإله ابن كيران قال: إن ترويج هذه الخمور الفاسدة التي تودي بحياة العشرات من الأبرياء هي نوع من الإرهاب، وإن جاء في شكل مواد سائلة، مضيفا أن للحكومة مسؤولية كاملة في هذا الموضوع، مضيفا أن على مؤسسات الدولة إعادة النظر، في التعامل مع هؤلاء الذين يبيعون للمواطنين مواد سامة قاتلة تؤدي إلى هلاكهم، وذلك بسن قوانين زاجرة تمنع وقوع مثل هذه الفواجع بشكل نهائي.
وكانت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، قد أكدت أنه تم ما بين الساعة السادسة مساء من يوم الإثنين 3 يونيو إلى حدود الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء، تسجيل حالات إصابات تسمم بمادة “الميثانول” في صفوف 114 شخصا على جماعة مستوى سيدي علال التازي التابعة ترابيا لإقليم القنيطرة، تم تأكيدها مخبريا من طرف المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية بالرباط.
وأدى تناول هذه المادة إلى تعريض هؤلاء الأشخاص لمضاعفات تسمم وخيمة، حيث تسببت في وفاة 8 أشخاص، 7 منهم تم تسجيل وفاتهم على مستوى المركز الاستشفائي الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة، فيما تم تسجيل حالة وفاة أخرى على مستوى مستشفى الزبير سكيرج بسوق الأربعاء الغرب.
كما توجد 81 حالة إصابة أخرى تحت الرعاية الطبية عبر مختلف المراكز الاستشفائية التابعة للجهة، ويتعلق الأمر بـ 28 حالة بالمركز الاستشفائي الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة، من بينها 3 حالات توجد بمصلحة الإنعاش، فيما تم تسجيل مغادرة 38 شخص المستشفى بعد تحسن حالتهم.
كما تتواجد 40 حالة بالمركز الجهوي مولاي يوسف بالرباط منها حالتان تمت إحالتها على مصلحة الإنعاش بمركز تصفية الدم بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط نتيجة مضاعفات تناول هذه المادة، فيما تخضع 20 حالة لتصفية الدم بذات المؤسسة الاستشفائية.
وأكدت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، أنها وبمجرد إشعارها بهذا الحادث الأليم، سارعت إلى تجنيد مختف أطقهما الطبية والتمريضية وكذا مختلف الوسائل والإمكانات اللازمة لتقدم الرعاية والتكفل الطبي بالمصابين، وذلك بالتعاون مع مختلف السلطات والجهات المعنية، فضلا عن تجند جميع المسؤولين وكذا الفرق الصحية التي وضعت في حالة تأهب قصوى منذ اللحظات الأولى للإشعار، كما تم رصد جميع الإمكانيات اللازمة لاستقبال الحالات الوافدة الجديدة على مستوى مختلف المؤسسات الصحية بالجهة، فضلا عن التنسيق مع السلطات المحلية لإطلاق إنذار للبحث عن حالات أخرى قد راجعت المراكز الصحية والمستشفيات على مستوى الإقليم.