أكد المحلل السياسي، أحمد نور الدين، أن النظام العسكري الحاكم في الجزائر، يتاجر في أزمات الشعبين التونسي والفلسطيني، وعمل على توريط الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، والرئيس التونسي قيس سعيد، في صورة مع زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي.
واعتبر الخبير في الشؤون الإفريقية والصحراء المغربية، أن الجزائر، تقوم بعملية ابتزاز بمواقف ولو صامتة ضد المغرب، مشددا على أن هذا كل ما يهم الجزائر في حركاتها وسكناتها الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، بل وصل بها الحد إلى استغلال تنظيم الألعاب المتوسطية، حيث طفحت بحركات صبيانية معادية للمغرب وصلت حد بتر النشيد الوطني، وطرد الوفد الصحافي بعد احتجازه في المطار.
واعتبر نور الدين، أن النظام العسكري في الجزائر، لا يأخذ بعين الاعتبار أن بمعاكسة المغرب قد يعجز عن جمع شتات أفعال وتصريحات ومواقف تبدو متناقضة للنظام الجزائري، والواقع أن الخيط الناظم لها هو ضرب مصالح المغرب.
وفي هذا السياق، أشار المتحدث، أن تتبع ما قامت به الجزائر في السنتين الأخيرتين فقط سيلاحظ أن الإعلان عن قرض 300 مليون دولار لتونس كان قبيل تصويت في مجلس الأمن على قرار يهم الصحراء المغربية، وقد كانت تونس الدولة الوحيدة إلى جانب روسيا التي امتنعت عن التصويت، وبالنسبة لمحمود عباس في نفس الشهر تقريبا الذي استقبل فيه رئيس تونس، تم استدعاء محمود عباس الى الجزائر لمنحه أمام الكاميرات شيكا بمائة مليون دولار، في منظر يهين الثورة الفلسطينية ويظهر قادتها كمتسولين للصدقات بالمن والأذى.
ولكن الوقائع، يقول نور الدين، تكشف زيف الادعاءات فالتصعيد الجزائري ضد المغرب بذريعة التطبيع، فضحته الزيارات التي قام بها الرئيس الجزائري إلى مصر أول الدول العربية المطبعة، بل ووضعه إكليل زهور على قبر الرئيس المصري أنور السادات الذي كان أول رئيس عربي يزور القدس المحتلة ويوقع اتفاقات كامب ديفيد، وتلتها زيارة إلى تركيا التي تجمعها علاقات قوية مع تل ابيب، وأخيرا جاء تصريح الرئيس المعين، عبد المجيد تبون، مع وزير خارجية الولايات المتحدة حيث أكد له أن الجزائر ليست لها أي مشكلة مع إسرائيل وأنها تعترف بحل الدولتين.
وخلص نور الدين، إلى أن ما يقوم به النظام الجزائري هو محاولة لاستغلال بئيس لازمة الشعبين التونسي والفلسطيني ومحاولة الاتجار بمآسيهما في إطار دبلوماسية الابتزاز والسمسرة بالبترودولار في حربه القذرة ضد المغرب.
