تتفاقم معاناة المواطنين المغاربة يوما بعد يوم مع إحدى شركات النقل الكبرى التي تسيطر على خطوط النقل من طنجة شمالا إلى أقصى الجنوب، فبدلا من تقديم خدمة تليق بسمعة المغرب وتطلعاته المستقبلية، تتحول حافلات هذه الشركة إلى ساحة لانتهاك حقوق المسافرين وكرامتهم، ولقد طفح الكيل من ممارساتها التي لا تتوقف عند سوء المعاملة، بل تتجاوزها إلى السب والقذف والاعتداء الجسدي في كثير من الأحيان، على يد طاقم عمل يفتقر لأدنى معايير الاحترافية في التعامل مع الزبناء.
إن الشكاوى المتزايدة ضد هذه الشركة يلف وسامها المتهالك، ولم تعد تقتصر على المسافرين المتضررين فقط، وفي الوقت الذي يخرج فيه مالك الشركة لوسائل الإعلام مبديا تذمره من بعض الأمور التي تواجهه وتواجه القطاع، فإنه يتجاهل تماما جوهر المشكلة: الاحتقار الصارخ للمواطنين المغاربة وعدم احترامهم، بالإضافة إلى المخالفات والتجاوزات الخطيرة التي ترتكبها حافلاته على الطرقات، وهذه الممارسات لا تضر فقط بسلامة المسافرين، بل تشوه أيضا صورة المغرب، الذي يستعد لاحتضان تظاهرات كبرى تتطلب إظهار أفضل ما لديه في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع النقل.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو؛ هل تعتقد هذه الشركة أنها فوق القانون؟ وهل يعمل فيها فقط “كْريسونات” ومراقبون وسائقون لا حسيب لهم ولا رقيب؟ هل يعقل أن هذه الشركة، بأسطولها الضخم الذي يجوب مدن وقرى المغرب، هي الوحيدة التي تعمل في المملكة، أم أن هناك غيابا فاضحا للمراقبة من قبل إدارات المحطات الطرقية ووزارة النقل؟ إن هذا التجاهل المستمر يدفعنا للتساؤل عن مدى فعالية الرقابة على شركات النقل، وعن الإجراءات المتخذة لضمان احترام هذه الشركات لالتزاماتها تجاه المواطنين والدولة على حد سواء.
ونحن هنا نهمس في أذن من يهمه الأمر بالقول “آن الأوان لوضع حد لهذا “التغول” الذي تمارسه هذه الشركة. فالمغاربة يدفعون أموالا مقابل خدمات النقل، ومن حقهم أن يحصلوا على خدمة لائقة وآمنة ومحترمة، ولا يمكن التساهل مع شركة تبيع خدمات رديئة ومتهالكة بينما تحتقر زبائنها وتعرّضهم للخطر وسوء المعاملة، ويجب على الجهات المسؤولة التدخل الفوري والحازم لفرض القانون، ومحاسبة كل من تسول له نفسه الإساءة للمواطنين، وضمان أن قطاع النقل في المغرب يرقى إلى مستوى تطلعات وطموحات المملكة”.
كما نهمس في أذن مالك الشركة المعلومة “راه الكيران ديالك فيهوم الريحة ديال الجيفة، والكريسونات لي عندك فيها خاصك تبدلهوم بناس لابسين قوامج وكرافاطة”.