قالت مجلة ‘‘لوبوان’’ الفرنسية، إن قرار إسبانيا دعم اقتراح الرباط المتعلق بالحكم الذاتي للصحراء المغربية، يعيد خلط الأوراق وينضم إلى حركة الاعتراف بمغربية الصحراء التي أطلقتها الولايات المتحدة في دجنبر 2020.
ورأت المجلة الفرنسية أن هذا الإعلان الإسباني يشكل تطوراً في موقف مدريد من قضية الصحراء، محور الخلاف الرئيسي في شمال إفريقيا بين المغرب والجزائر.
وتسجل الرباط بهذه الخطوة الإسبانية ضربة دبلوماسية كبيرة من خلال حشد المستعمر الإسباني السابق لقضيتها، بعد عام واحد من الاعتراف الأمريكي بـمغربية الصحراء.
واعتبرت “لوبوان” أنه بالنسبة لإسبانيا، فإن الرهانات هائلة، فالمغرب ليس فقط أول شريك تجاري إفريقي لها وشريكها الاقتصادي الثالث خارج الاتحاد الأوروبي، ولكنه أيضا الشريك المميز في العديد من القضايا، مثل مكافحة الإرهاب وإدارة تدفقات الهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة.
على الجانب المغربي، فإن موقف إسبانيا الجديد والتزاماتها “موضع تقدير كبير” من قبل الدبلوماسية المغربية.
فشروط الرسالة الإسبانية تجعل من الممكن تصور خارطة طريق واضحة وطموحة من أجل وضع الشراكة الثنائية على أساس دائم في إطار القواعد والمعايير الجديدة، التي تم التأكيد عليها في الخطاب الملكي في 20 غشت الماضي، وفق بيان وزارة الخارجية المغربية، الذي أشار إلى دعوة الملك محمد السادس الصيف الماضي لتدشين “مرحلة غير مسبوقة” في العلاقات بين المملكتين “تقوم على الثقة والشفافية والمراعاة المتبادلة واحترام الالتزامات”.
من خلال هذا الخطاب، أراد الملك أن ينطلق مرة أخرى على أسس جديدة في هذا الموضوع، بعد أشهر قليلة من اندلاع الأزمة الثنائية مع إسبانيا في 18 أبريل الماضي، بعد دخول إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الإنفصالية، سرّاً إلى أحد المستشفيات في إسبانيا.
على الجانب الجزائري، لم يتأخر رد الفعل بعد الاصطفاف الإسباني للموقف المغربي. حيث استدعت الجزائر سفيرها في مدريد، مما يدل على سخطها على إسبانيا. فعلى الرغم من أن الجزائر تنفي رسميا أن تكون طرفا معنيا في الصراع الصحراوي، فإن استدعاء سفيرها يؤكد -بحسب المجلة الفرنسية- الموقف الذي تدعمه المغرب دائما، وهو أن الجزائر يجب أن تشارك في المفاوضات مباشرة لحل النزاع.