أكدت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، خلال لقاء تواصلي نظمه المجلس العلمي الأعلى في الرباط، أن التنمية ليست مجرد مؤشرات اقتصادية أو برامج اجتماعية، بل حق أساسي من حقوق الإنسان. أوضحت بوعياش أن التنمية تتطلب إزالة العوائق التي تمنع الأفراد من التمتع بحقوقهم، ليصبحوا فاعلين حقيقيين في تحقيق التنمية بدلًا من متلقين سلبيين.
وشددت بوعياش على أن التنمية يجب أن تقوم على أربعة مبادئ رئيسية: الحرية، التي تتيح للفرد والجماعة المشاركة في صياغة السياسات التنموية؛ والمساواة، التي تتطلب إزالة الفجوات الاجتماعية والاقتصادية؛ والعدالة، التي تعني ضمان استفادة الفئات الهشة من الموارد؛ وأخيرًا التضامن، الذي يعزز التماسك الاجتماعي ويُسهم في مواجهة الأزمات.
وأشارت بوعياش إلى أن التنمية لا تقتصر على أرقام النمو الاقتصادي، بل يجب أن تراعي الأبعاد الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على المجتمع. كما أكدت أن مقاصد الإسلام لا تتعارض مع حقوق الإنسان، بل تتقاطع معها وتدعمها، مما يتطلب الاجتهاد الفقهي لتطوير العلاقة بين الدين وحقوق الإنسان وتوسيع أوجه الالتقاء بينهما.
وركزت بوعياش على أهمية التعليم كأداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، موضحة أن التعليم في المغرب يحتاج إلى تعزيز التفكير النقدي ودعم البحث العلمي. كما دعت إلى مراجعة المناهج التعليمية لتشمل القيم الأخلاقية والسلوكية التي تربط بين الدين والتنمية.
وفي ختام كلمتها، أكدت بوعياش على أهمية التوازن بين مقاصد الدين ومتطلبات العصر لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة. شددت على ضرورة تبني مقاربة جديدة في السياسات التنموية ترتكز على تعزيز الحقوق والمساءلة، بما يضمن احترام الكرامة الإنسانية وتمكين الأفراد من المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبلهم.