مع سقوط نظام بشار الأسد وانتصار المعارضة ودخولها إلى العاصمة السورية دمشق، قالت عدد من المصادر، أن المعارضة المسلحة تحتجز عناصر تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، كانت تقاتل إلى جانب المليشيات الإيرانية المسلحة كحزب الله وفاطميون وزينبيون، التي كانت تدعم النظام الحاكم.
وقالت التقارير، أن سلطات النظام العسكري الحاكم في الجزائر، يفاوض بعض الوسطاء الأتراك من أجل تخليص هؤلاء من قبضة المعارضة، في الوقت الذي أكد فيه إعلام هذا النظام، أن حوالي 500 جزائري عالق في مناطق المعارضة، والسلطات الجزائرية تتواصل مع وسطاء، لإخراجهم من هناك.
المعطيات القادمة من سوريا، ترجح أن هؤلاء ال 500 هم جنود جزائريون ومرتزقة من البوليساريو، وصلوا إلى هناك بجوازات سفر جزائرية، كانوا يتدربون ويقاتلون إلى جانب المليشيات المسلحة الموالية لإيران، وكان يشرف على عملية تدريبهم المستشار العسكري الايراني، “بور هاشمي”، الذي قتل على أيدي المعارضة قبل الهجوم الكاسح على مدينة حلب.
وفي السياق نفسه كتب العضو السابق في مجلس الشعب السوري، قبل أن يشغل وزيرا للتنمية الإدارية، ويصبح بعد ذلك رئيسا للمبادرة الوطنية للتغيير سنة 2012، وهو حاليا يرأس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، فهد المصري، مقال رأي بعنوان “إيران وحزب الله ينقلان عملياتهما الإرهابية إلى جنوب سوريا بعد تعرضهما لضربات إسرائيلية” نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، عن استعانة نظام الأسد بمسلحي “البوليساريو”.
وبناء على هذه المعطيات، التي تؤكد تورط النظام الإيراني والمليشيات الشيعية الموالية له، في دعم ومساندة جبهة البوليساريو الانفصالية، من خلال استضافة وتدريب مقاتليها، كما أن سقوط نظام الطاغية الأسد، يشكل ضربة قاسمة للنظام العسكري الحاكم في الجزائر، الذي يبدوا أنه فقد إحدى ساحات تدريب مليشيات البوليساريو.
سقوط بشار الأسد، وضع نظام الجنرالات المتحكم في السلطة في الجزائر، في موقف حرج، وذلك أنه كان قبل أيام من أشد الداعمين للأسد ولجرائمه ضد الشعب السوري، فقد أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، أن الجزائر تقف إلى جانب سوريا، دولة وشعبا في مواجهة التهديدات الإرهابية، وذلك خلال مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، ونظيره السوري بسام صباغ.
لا شك أن سقوط نظام بشار، سيزيد من عزلة النظام العسكري في الجزائر، الذي تلقى ضربات متتالية من جيرانه الجنوبيين، ومن روسيا التي كان يمني النفس أن تكون حلفيا قويا له، ثم انتصار المعارضة و حسم الصراع في سوريا، التي شكلت بالنسبة له إحدى مصادر الدعم و المساندة في حربه القدرة ضد المغرب.