ندد حزب العدالة والتنمية باستغلال الحزب الأغلبي الموارد العمومية خلال شهر رمضان، مشيرًا إلى صور وفيديوهات تُظهر شاحنات بلدية تابعة لجماعات ترابية تُوزع مساعدات جمعية “جود” المرتبطة برئيس الحكومة. وأكد الحزب في بيانٍ أن رجال السلطة شاركوا في تنسيق عمليات التوزيع مع رؤساء جماعات محليين ينتمون للحزب نفسه، ما يخالف مبادئ الحياد الإداري.
كشف بيان الأمانة العامة للحزب عن تصريحٍ لرئيس جماعة تنوردي (إقليم ميدلت) أكد فيه أن توزيع المساعدات تم “بإشعار من العمالة”، حيث حددت السلطات قوائم المستفيدين. وطالب “البيجيدي” بفتح تحقيق عاجل في استخدام الممتلكات العمومية لصالح جمعية خاصة، معربًا عن قلقه من تحويل العمل الإنساني إلى أداة دعائية انتخابية.
وسلط الحزب الضوء على ما وصفه بـ”تجاهل الحكومة لمعاناة المواطنين” رغم الأزمات الاقتصادية وموجة الغلاء، متهمًا رئيس الحكومة ووزراءً بالانخراط في سباق انتخابي مبكر. كما استنكر مشروعًا سياحيًا لوزير الصحة في منطقة تاغزوت بأكادير، مؤكدًا أنه مثال صارخ على “تضارب المصادر واستغلال النفوذ”.
انتقد البيان أيضًا التغييرات الإدارية المفاجئة في وزارتَي الفلاحة والتربية الوطنية، واصفًا إياها بـ”التسييس غير المسبوق”. وأشار إلى عزل مدراء إقليميين في قطاع التعليم “لأسباب واهية”، معتبرًا ذلك محاولة للهيمنة على الإدارة العامة تمهيدًا للانتخابات.
حذر “البيجيدي” من مخاطر هذه الممارسات على الديمقراطية، مُشيرًا إلى أن استخدام الآلة الحكومية في الحملات الانتخابية يُهدد نزاهة العملية السياسية. ودعا إلى مراجعة urgent لسياسات الحكومة، مع التأكيد على ضرورة فصل المال العام عن الأجندات الحزبية.
يأتي هذا التصعيد في ظل توترات سياسية متزايدة، حيث يُحذّر المراقبون من تداعيات تحويل المؤسسات الحكومية إلى أدوات حزبية، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.