مصطفى محمد ابو السعود من غزة يكتب : ان تعيش في خيمة!

جورنال2422 فبراير 2025
جورنال24
أقلام وأراءالواجهة
خيمة
جيفارا غزة
                 مصطفى محمد أبو السعود
                كاتب ومدون من غزة-فلسطين

الخمية هي مساحة جغرافية صغيرة. لا تكفي لأن يمارس الانسان الطقوس التي كان يمارسها قبل نزوحه واضطراره للسكن فيها، ولا حتى نصف. الطقوس، لأن الخيمة تقوم رغم صغرها تقوم مقام البيت رغم كبره.

وبالعوده للعنوان ان تعيش في خيمة، يعني:

1_تنازلك عن كثير مما كنت تحبه، وممارسة ما لم تكن تحبه.

2_ان تنام وبجوارك كل افراد الاسرة كبيرهم وصغيرهم.

3_ أن تشعر بانك تنام في الشارع فلا يفصل بينكما الا قطعه قماش.

4_انك ستكون جاهزا لاستقبال الحشرات من الصراصير والفئران والنمل ومما ظهر لدينا ما يسمى(خولند).

5_ انعدام الخصوصية في ابسط الامور،حتى تبديل ملابسك يحتاج طرد الجميع من الخيمة لتنجز المهمة.

6_ ان تاكل وتنام وتشرب وتمارس كل طقوسك في رقعةجغرافية بسيطة.

7_ يعني انك تستوعب مشاغبات الاطفال الذين يستيقظون مبكرا، ولا يملون من الحركة واللعب.

8_ ان تكون جاهزا للاستيقاظ في كل لحظه فلو قام احد سكان الخيمه لقضاء حاجته ليلا ستستيقظ انت، لان الذي استيقظ.(حيضرب فيك)

9_ ان بحثك عن شيء ما قد يستغرق وقتا طويلا لان الادوات غير مرتبه ترتيبا جيدا.

10_ اصابتك بطلق ناري في اي لحظه لان الحاجز القماشي لا يحمي من الطلقات النارية.

11_ان تقضي ليلك بلا انارة، لأن انارة البطارية تنفذ بسرعة.

12_ ان تشتاق لجدار تسند. ظهرك عليه، فجدران الخيمة قماشية لا تسمح. لاحد. بأن يسند. ظهره لها، وقد حدث كثيرا ان شخص ما نسى انه في خيمة وجلس وسند ظهرا للخلف ثم وقع ع الارض.

13_ ان تشعر بان الارض غير مستوية، وهذا يسبب ألما.

14_ان تشعر بأن البردفي الشتاء ينخر عظامك نخرا، وفي الصيف تشعر ان الحرارة تحرق جلدك، فالخيمة صيفا كما الفرن، وفي الشتاء كما الثلاجة.

15_ان تتساقط عليك الامطار من سقف الخيمة وتدخل عليك المياه من اطرافها، فتعبث بمحتويات الخيمة.

16_ان تتأقلم مع فكرة ان الخيمة تصلح ان تكون للنوم وللضيافة والطبخ.

لكن رغم سوداوية المشهد في الخيمة، الا أن بها حفظ الكثيرون القرٱن، وقرءوا الكتب واجتازوا الامتحانات الجامعية، وبها وضعت كل ذات حمل حملها، وتساوى الناس في العيش، وتخرج الطلبة من جامعاتهم كما كاتب المقال، فقد استطعت بفضل الله عزوجل من اتمام دراستي للحصول على بكالوريوس تربية اسلامية من جامعة القدس المفتوحة، والالتحاق بمرحلة الدراسات العليا ماجستير، وقرأت الكثير من الكتب وكتبت الكثير من المقالات ودونت قصص معاناتنا في الحرب، ووضعت تصورات وخطط شخصية وعامة للحياة ما بعد الحرب.

استودعكم الله، ونلتقي بكم في الجرح الرابع من جروح في رحلة النزوح، إن كان لنا في العمر بقية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News