أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع يوم أمس الأحد لم يتجاوز 73 شاحنة، مشيرًا إلى أن معظمها تعرض للنهب والسرقة تحت أنظار قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تواصل فيه السلطات الإسرائيلية منع وصول تلك المساعدات إلى مستودعات التوزيع المعتمدة.
وأوضح المصدر ذاته أن عمليات إنزال المساعدات جوًا تتم في مناطق اشتباك خطرة، ما يزيد من صعوبة وصولها إلى العائلات المنكوبة، معتبرًا أن هذه العمليات لا تشكل بديلاً حقيقيًا عن إدخال المساعدات عبر المعابر.
وجاء في البيان أن “ما يجري ليس سوى مشهد دعائي يساهم فيه المجتمع الدولي، من خلال وعود متكررة ومعلومات مضللة، في صرف الأنظار عن الواقع الإنساني الخطير الذي يعيشه سكان غزة”، معتبرًا أن الحل الجذري يتمثل في الفتح الكامل والفوري للمعابر دون شروط، وتأمين دخول الغذاء والدواء، وعلى رأسها حليب الأطفال.
بدورها، أكدت منظمة “أوكسفام” الدولية أن عمليات الإنزال الجوي المحدودة لا تعوّض أشهرًا من التجويع الممنهج الذي يواجهه سكان قطاع غزة، مشيرة إلى أن المساعدات التي تم إيصالها حتى الآن “غير كافية لمواجهة حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة”.
وقالت بشرى الخالدي، مديرة السياسات في أوكسفام، إن “الحاجة الملحة حاليًا هي فتح جميع المعابر دون قيود، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بدلًا من الاكتفاء بحلول مؤقتة لا تفي بالغرض”.
من جهته، شدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أن استئناف الإنزالات الجوية بعد أشهر من الحصار “يروج لوهم الإغاثة”، في حين تستمر الأزمة الغذائية في حصد الأرواح.
وفي سياق متصل، أعلن مستشفى الشفاء في مدينة غزة عن وفاة رضيع يبلغ من العمر 5 أيام، يُدعى محمد إبراهيم عدس، نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص حليب الأطفال، ليرتفع عدد الوفيات المرتبطة بالمجاعة منذ بداية الحرب إلى 147 حالة، بينهم 88 طفلًا، بحسب إحصاءات رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن مؤشرات سوء التغذية الحاد تشهد ارتفاعًا مقلقًا، لافتة إلى أن طفلًا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، الأمر الذي يُنذر بانهيار وشيك للنظام الصحي في القطاع.
ورغم التحذيرات المتكررة من منظمات أممية وإنسانية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق كامل على معابر قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، مما يعيق بشكل كبير دخول المساعدات الغذائية والدوائية.
ويأتي ذلك في وقت يزداد فيه الضغط على البنى التحتية والخدمات الصحية في غزة، وسط نقص حاد في المواد الأساسية وارتفاع لافت في معدلات الوفيات، خاصة في صفوف الأطفال والمرضى.