تعيش مدينة قلعة السراغنة على إيقاع روحاني فريد مع انطلاق فعاليات الدورة الثامنة لملتقى “سماع تساوت” للثقافة والفنون الصوفية، المنظم من طرف جمعية الكوثر للمديح والسماع والمحافظة على التراث، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة مراكش – آسفي وعمالة الإقليم، خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 10 أكتوبر 2025.
ويأتي الملتقى هذه السنة تحت شعار “مديح الزوايا.. تراث لامادي يمتد في الزمن ويصون الهوية”، في مبادرة تهدف إلى تثمين الموروث الروحي المغربي وإبراز دور الزوايا في ترسيخ القيم الأخلاقية والتربوية والوطنية.
وشهد حفل الافتتاح حضور عامل إقليم قلعة السراغنة، سمير اليزيدي، إلى جانب رؤساء المصالح الإقليمية والمنتخبين وممثلي السلطات المحلية وعدد من الأكاديميين والمهتمين بالفن الصوفي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد اليزيدي أن الملتقى يشكل فضاءً للتعريف بفن المديح والسماع باعتباره أحد تجليات الهوية المغربية ووسيلة لترسيخ قيم التسامح والانفتاح، مبرزاً أن الزوايا ما تزال تضطلع بدور هام في التربية الروحية وحماية الموروث الثقافي الوطني.
من جهته، أشار رئيس جمعية الكوثر، الأستاذ جواد الشاري، إلى أن الملتقى أصبح موعداً سنوياً ينتظره عشاق المديح والسماع، حيث يجمع بين الإبداع الفني والتأمل الصوفي، ويساهم في تعزيز مكانة قلعة السراغنة كفضاء للاحتفاء بالتراث اللامادي ونشر قيم المحبة والتعايش.
وتضمن برنامج الافتتاح ندوة فكرية تحت عنوان “المديح والسماع.. قراءة في المسار والمنجزات التوثيقية والاستشرافات”، شارك فيها باحثون وفنانون ناقشوا واقع هذا الفن وسبل تطويره وتوثيقه رقمياً، مؤكدين على ضرورة دمج الفنون الصوفية في المناهج الأكاديمية وتشجيع البحوث المتخصصة لحمايته من الاندثار.
كما تم خلال الملتقى توقيع كتاب “صنعات وحكايات” للأستاذ عبد السلام الخلوفي، الذي يوثق لمسار فنون السماع والمديح بالمغرب من خلال سرد فني وتاريخي يجمع بين التجربة الشخصية والشهادة الثقافية.
وتختتم هذه التظاهرة الروحية ببرمجة ليالٍ سماعية بمشاركة فرق وطنية ودولية، إلى جانب ورشات شبابية وأنشطة فنية تبرز التنوع الثقافي المغربي وتربط الأجيال الجديدة بجذورها الروحية الأصيلة.