عاش عدد من الرحّل بمنطقة تغجيجت بإقليم كلميم ليلةً مرعبة، بعدما تعرّض اثنان منهم لهجوم مفاجئ من حيوان غامض أثناء مبيتهما في الخلاء الفاصل بين بويزكارن وتيمولاي، في حادث أعاد إلى الواجهة الحديث عن احتمال ظهور أحد الحيوانات المفترسة النادرة، من بينها أسد الأطلس الذي يُعتقد أنه انقرض من جبال وسهول الجنوب المغربي قبل عقود.
وبحسب رواية أحد الضحيتين لمصادر محلية، فإن الحيوان “نهض عليه فجأة في منتصف الليل”، مشيرًا إلى أنه “أكبر من الكلب بكثير وله قوة غريبة”، قبل أن يتدخل رفيقه ويطلق صرخات استغاثة دفعت الحيوان إلى الفرار نحو وجهة مجهولة.
ورجّحت مصادر محلية أن يكون الحيوان المعني من نوع غرّير العسل المعروف لدى الساكنة باسم “الورزان”، أو ربما ضبعًا مفترسًا سبق رصده في نواحي إمجاض خلال الأشهر الماضية.
وأعاد الحادث إلى ذاكرة سكان المنطقة قصصًا قديمة عن أسود الأطلس، التي كانت تجوب جبال الأطلس والجنوب المغربي قبل أن تختفي تقريبًا من البرية. ويرى بعض المهتمين بالحياة البرية أن مثل هذه الوقائع النادرة قد تشير إلى احتمال وجود بقايا من تلك الأنواع في مناطق معزولة وصعبة الولوج.
في المقابل، دعا آخرون إلى التعامل العلمي مع الواقعة عبر إرسال فرق مختصة لمعاينة الآثار والتأكد من نوع الحيوان المهاجم.
وقد أثار الحادث حالة من الخوف بين الرحّل والسكان المجاورين، مجددًا النقاش حول ضرورة تعزيز المراقبة البيئية في المناطق القاحلة، خاصة وأن بعض مناطق الجنوب المغربي ما تزال تزخر بتنوع بيولوجي غير مكتشف بالكامل.