وجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” نداءً للمزارعين الأمريكيين لزيادة الإنتاج المحلي استعدادًا لفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الزراعية ابتداءً من أبريل. أثارت التصريحات مخاوف مصدري زيت الزيتون الإسباني، الذين يعتمدون بشكل كبير على السوق الأمريكية، بينما رأى خبراء أن القرار يمنح دولًا مثل المغرب فرصة لتعزيز وجودها في السوق ذاتها.
أكد الخبير ميلود الأخضر أن قرار ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على زيت الزيتون الإسباني في أكتوبر الماضي خلق فرصًا غير مسبوقة للمغرب. أوضح أن إسبانيا صدرت زيت زيتون بقيمة 405 مليون يورو للولايات المتحدة عام 2018، لكن ارتفاع التكاليف بسبب الرسوم سيحد من قدرتها التنافسية، لصالح منافسين مثل المغرب وتونس وتركيا.
أشار الأخضر إلى أن المغرب أطلق مؤخرًا دراسة استراتيجية عبر وكالة التنمية الفلاحية لتحسين صادرات زيت الزيتون إلى السوق الأمريكية، التي تعد ثاني أكبر سوق عالميًا بعد إيطاليا. رغم تأخر الإعلان عن نتائج الدراسة المقرر إنجازها في خمسة أشهر، يتوقع أن تشكل أساسًا لاستراتيجيات تصدير أكثر فعالية تواكب المتغيرات الحالية.
رغم الفرص الواعدة، يواجه المغرب تحديات في جودة الإنتاج مقارنة بمنتجي الاتحاد الأوروبي، إذ تراجع محصول الزيتون بنسبة 26% هذا العام بسبب الجفاف. شدد الخبير على ضرورة تعزيز عمليات التحويل لضمان جودة عالية تمكن المنتج المغربي من منافسة العلامات الإسبانية والإيطالية الراسخة.
يعكس القرار الأمريكي تحولًا في خريطة المنافسة العالمية على زيت الزيتون، حيث يسعى المغرب لتعويض تراجع الإنتاج بخطط طويلة المدى تدعم القطاع الفلاحي. تزامنًا مع ذلك، تسعى المملكة لاستغلال الفرص الناشئة عن السياسات التجارية الأمريكية لتعزيز مكانتها كفاعل رئيسي في السوق الدولية.
تمثل هذه التطورات فرصة حقيقية للمغرب لتنويع اقتصاده وزيادة حصته في السوق العالمية، خاصة مع تركيز الولايات المتحدة على حماية منتجاتها المحلية. يُنتظر أن تساهم الاستراتيجيات الجديدة في دعم المزارعين المغاربة وتحسين البنية التحتية للتصدير، مما يعزز النمو الاقتصادي ويقلص الفجوة مع المنافسين التقليديين.
