توفي جان ماري لوبن، مؤسس الجبهة الوطنية وأحد أبرز رموز اليمين المتطرف الفرنسي، عن عمر يناهز 96 عامًا، وتم دفنه مساء أمس السبت في مراسم خاصة شهدت حضورًا محدودًا وإجراءات أمنية مشددة. لوبن، الذي يُعد شخصية جدلية في تاريخ السياسة الفرنسية، فارق الحياة يوم الثلاثاء الماضي في أحد مستشفيات باريس، حيث كان يتلقى العلاج منذ عدة أسابيع بسبب تدهور حالته الصحية.
أقيمت مراسم الدفن في كنيسة سان جوزف الصغيرة بمنطقة لا ترينيتي-سور-مير، مسقط رأس لوبن، بحضور ابنته مارين لوبن، التي تولت قيادة الحزب الذي أسسه والدها، إلى جانب أفراد العائلة وعدد من الحلفاء السياسيين والمقربين. وسارت مارين وشقيقتها ماري-كارولين مسافة قصيرة بين منزل العائلة والكنيسة، وسط أجواء من الحزن وأمام عدد محدود من الصحافيين والمتفرجين.
عززت السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية خلال المراسم، حيث وضعت حواجز أمنية وشددت من تواجد رجال الشرطة حول موقع الجنازة. جاء هذا الاستنفار الأمني بعد خروج مئات الأشخاص إلى الشوارع في باريس ومدن أخرى للاحتفال بوفاة لوبن، ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير إضافية لتفادي أي اضطرابات قد تؤثر على سير المراسم.
لوبن، الذي وُصف بأنه خطيب مفوه ومحرض سياسي مثير للجدل، تمكن خلال مسيرته من إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من التهميش السياسي إلى دائرة الضوء. ورغم انسحابه التدريجي من الحياة السياسية منذ عام 2011 عندما تولت ابنته مارين قيادة الحزب، ظل حضوره مثيرًا للجدل بسبب مواقفه الحادة بشأن قضايا الهجرة واليهود.
في بيان رسمي، أعربت العائلة عن حزنها العميق، مؤكدة أن لوبن توفي محاطًا بأفراد أسرته. من جهته، أصدر قصر الإليزيه بيانًا وصف فيه لوبن بأنه “شخصية تاريخية” لليمين المتطرف الفرنسي، معتبراً أن إرثه السياسي يُعد جزءًا من تاريخ الحياة العامة في فرنسا على مدار سبعة عقود.
مع تدهور حالته الصحية خلال السنوات الأخيرة، أُصيب لوبن بعدة انتكاسات جسدية ونفسية جعلته غير قادر على متابعة نشاطه السياسي. وفي نوفمبر 2024، تم نقله إلى عيادة متخصصة غرب باريس حيث أمضى أيامه الأخيرة قبل أن يرحل عن عالمنا.
بوفاة جان ماري لوبن، يُختتم فصل مثير للجدل من تاريخ السياسة الفرنسية، تاركًا وراءه إرثًا سياسيًا يواصل تأثيره على اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا.