في خطوة تحمل دلالات سياسية قوية، قام عمدة مدينة مونبوليي الفرنسية، ميشال ديلافوس، برفع العلم المغربي خلال زيارة رسمية إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، على رأس وفد يضم عددًا من كبار المستثمرين الفرنسيين.
الزيارة التي شملت مدينتي العيون والداخلة، تأتي في سياق تصاعد الدعم الدولي لموقف المغرب بشأن الصحراء، خاصة من قبل عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، الحليف التقليدي للرباط.
وقد أكد العمدة خلال كلمته في إحدى الفعاليات الاقتصادية بالعيون أن “الصحراء مغربية”، مضيفًا أن المشاريع التنموية التي تشهدها المنطقة تُعد نموذجًا للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي في إفريقيا.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الرباط وباريس دينامية جديدة، وسط تقارير إعلامية تفيد بأن فرنسا تقترب أكثر من موقف رسمي يعترف بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء، على غرار الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة في ديسمبر 2020.
الوفد الفرنسي الذي رافق عمدة مونبوليي ضم ممثلين عن قطاعات العقار والسياحة والطاقة المتجددة، حيث تم عقد عدة لقاءات مع مسؤولين محليين بغرض بحث فرص الاستثمار في مشاريع استراتيجية بالأقاليم الجنوبية، خصوصًا في الداخلة التي تشهد تحولات كبرى بفضل مشاريع ميناء الداخلة الأطلسي والمنطقة الصناعية الجديدة.
هذه الزيارة اعتبرها مراقبون رسالة سياسية موجهة للجهات التي لا تزال تناوئ وحدة المغرب الترابية، خاصة الجزائر، التي صعّدت في الأشهر الأخيرة من خطابها تجاه باريس متهمة إياها بـ”الانحياز” إلى الرباط.
ويرى محللون أن تكثيف زيارات الوفود الفرنسية إلى الصحراء المغربية يعكس تغيرًا تدريجيًا في الموقف الأوروبي عموما تجاه النزاع المفتعل، ويؤكد الاعتراف المتنامي بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية.
