أكدت صحيفة ليكسبريس، الفرنسية، أن جذور الخلاف بين المغرب والجزائر، تعود بالأساس الانتقادات واللوم والمطالبات التي تصدر عن الجزائر، الأخيرة التي أعلنت إغلاق الحدود من جانب واحد، إلى أن أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في 2021
المجلة، قالت إن الجزائر تنظر إلى النظام في المغرب على أنه قديم فقط لأنه ملكي، وضعيف لأنه لم يخض حرب استقلال كما كان في الجزائر، إلى أن هذا الأمر هو من جعل مجموعة من الجنرالات يسيطرون على السلطة منذ ذلك الوقت إلى الآن، وما يصاحب ذلك من قمع وتنكيل بالمعارضين.
وأضافت، ليكسبريس، أن الجزائر، ظلت تابعة لموسكو حتى بعد نهاية العهد الشيوعي، عكس المغرب الذي نوع شركائه، وحافظ على علاقات متميزة مع عدد من الدول، مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
زيادة على ذلك، فقد أثار اختيار المغرب، الإقرار بثقافة ثلاثية للمغرب، عربية أمازيغية يهودية، حفيظة جنرالات الجزائر، التي مازالت إلا الآن لم تستطع حل مشكل الأمازيغ، وتخشى من انتفاضة أمازيغية في منطقة القبائل.
ومن الناحية الجيوستراتيجية، تقول الصحيفة، إن الجزائر تسعى للبحث عن التمتع بـامتياز “ثنائية المحيطات”، بمعنى آخر، هي تحاول الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر دولة صحراوية تكون مدينة لها، وبالتالي فإن الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على الصحراء سيشكل عائقا أمام الجزائر لتحقيق هدفها.
وتشدد المجلة، على أن النظام في الجزائر، نظام اقتصادي ريعي، تسطير عليه جبهة التحرير الوطني، وطغمة من جنرالات الجيش، وهو الأمر الذي أثقل كاهل الدولة، التي تعتبر غنية بالمواد الهيدروكربونية، ولا تعود بأي فائدة على الشعب الجزائري.
وفي الوقت الذي تتمسك الجزائر، بدعم البوليساريو سياسيا وعسكريا، في الوقت الذي تتخذ موقف صارم ظاهريا من الصراع العربي الإسرائيلي، دون أن يكون لذلك أي أثر على مستوى الواقع، حقق المغرب الذي لا يمتع بموارد طبيعية كتلك التي تمتلكها الجزائر، قفزة نوعية خلال العشرين سنة الأخيرة، سواء من حيث الجانب الدبلوماسي ، أو من حيث البنية التحتية، أو في المجال التجاري.