رفقا بالتاريخ يا عصابة العسكر

جورنال2420 مايو 2022
جورنال24
أقلام وأراءالواجهة
الجزائر جنرالات القمع العسكر

لعل أول شيء نلحظه في خطاب أزلام وزبانية نظام العسكر المتحكم في مقدرات الشعب الجزائري، هو بؤس وتهافت المعلومات والأخبار التي يسوقونها لمهاجمة المغرب التنقيص من مقوماته التاريخية والحضارية والثقافية.

وهذا راجع بالأساس، إلى النقص الذي يشعر به جنرالات النظام، تجاه تاريخ الأرض التي ينهبون ثرواتها، ويعملون على تفقير شعبها، هذا التاريخ الذي ظل دائما وعبر الزمن مرتهن بدول وإمبراطوريات تعاقبت على التحكم في المنطقة، سواء تعلق الأمر بالدول التي تعاقبت على حكم المغرب، أو الدول والإمبراطوريات التي حكمت مناطق الشرق الأوسط، انتهاء بالاستعمار الفرنسي، الذي كان إيذانا بميلاد كيان اسمه الجزائر.

فخطاب أزلام النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، الذي درج على نهج سياسية التدليس والتلبيس، ممزوجة بالسب والشتم الرخيص في حق المملكة المغربية الشريفة بتاريخها العريق، وكمثال على ذلك ما تفوه به عمار بلاني، أو ما يمسى بالمبعوث الخاص المكلف بمسالة الصحراء وبلدان المغرب العربي بوزارة الشؤون الخارجية و الجالية الجزائرية بالخارج، الذي زعم أن المغرب أسس من طرف المقيم العام للحماية الفرنسية، الماريشال ليوطي الذي لا يزال تمثاله قائما بالدار البيضاء، مع العلم إلى أن هذا التمثال يوجد داخل مقر القنصلية التي تعتبر حسب الأعراف الدبلوماسية جزء من التراب الفرنسي.

وهذه الهرطقة إن صح التعبير، ليست إلى محاولة فاشلة لهجوم مضاد، ليس ضد المغرب فقط ولكن ضد فرنسا أيضا، التي أكد عدد من المؤرخين والساسة أنها كانت وراء تأسيس الجزائر. وذلك لأن عمار بلاني، لم يكن يعرف أنه عندما ذكر الماريشال ليوطي، فقد وقع في شر أعماله، وهذا دليل آخر على أن العصابة التي تتحكم في رقاب الشعب الجزائري، لا تعرف التاريخ ولا الجغرافيا، وكل ما تجيده هو نهب الثروات.

فالماريشال ليوطي، عندما كان يتغنى بحضارة المغرب وتاريخيه العريق وقوة شخصيته، كان يصف الجزائر بالعدم الهشاشة وهي تحت نفوذ العثمانيين،.

وبما أن حكام الجارة الشرقية، لم يجدوا مع يعضدون به دعواهم ويدافعوا به عن موقفهم، فقد لجؤوا إلى عملية السطو على تاريخ المغرب ومقوماته الثقافية، انتقلوا من السطو على أجزاء من التراث الثقافي للمغرب سواء ما تعلق بالعمارة وفنون الزخرفة التي وصلت حد قرصنة مئذنة الكتبية، او ما تعلق بفن العيش والمطبخ واللباس والأثاث المنزلي، او ما يرتبط بفن الملحون وطرب الآلة المغربي الأصيل، وغيرها من مظاهر الحضارة المغربية العريقة، ضدا على الحقائق التاريخية ثم انتقلت السرقة الموصوفة إلى الشخصيات العلمية والثقافية المغربية مثل ابن بطوطة الذي يعتبر اشهر من نار على علم ومع ذلك روجت البروبكاندا الجزائرية انه جزائري ولم يكتف النظام العسكري الجزائري بالادعاء الإعلامي، بل انتقل إلى محاولة تكريس ذلك عبر تغيير المعطيات على الموسوعة الإلكترونية ويكيبيديا وغيرها من المواقع الإلكترونية في عملية واسعة النطاق لتحريف تاريخ المغرب ورموزه وحضارته، وموزاة مع ذلك حاولت وزارتا الثقافة والخارجية الجزائريتان تسجيل التراث المغربي باسم الجزائر في المؤسسات الدولية وعلى رأسها اليونسكو.

النظام الجزائري، وعوض عقد مصالحة مع نفسه والاعتراف بما له وما للناس، يواصل وذبابه الإلكتروني شن حربه الفاشلة على مقومات العشب المغربي الحضارية والثقافية، وهي حرب الهدف منها محاولة دغدغة عواطف الشعب الجزائري بمعارك فارغة أذيال الهزيمة مجرورة فيها سلفا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة