تقرير: الاستخدام المرضي للشاشات وألعاب الفيديو والانترنت بدأ يتنامى في المغرب

Said Abousalma28 مارس 2022
Said Abousalma
مجتمع
تقرير: الاستخدام المرضي للشاشات وألعاب الفيديو والانترنت بدأ يتنامى في المغرب

كشف تقرير أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول ظاهرة الإدمان سنة 2021 بعنوان “مواجهة السلوكات الإدمانية.. واقع الحال والتوصيات”، أن “الاستخدام المرضي للشاشات وألعاب الفيديو والانترنت بدأ يتنامى في بلادنا”.

وأوضح التقرير أنه وعلى الرغم من أن هذه الإشكاليات لا تحظى بالاهتمام حاليا على مستوى منظومة الصحة العمومية، فقد أظهرت دراسة وبائية أجراها مكتب دراسات خاص سنة 2020 على عينة تضم 800 مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و19 سنة بمدينة الدار البيضاء، أن 40 بالمائة يستخدمون الأنترنت بشكل يخلق لهم العديد من المشاكل، وأن حوالي 8 بالمائة يوجدون في وضعية إدمان.

وبخصوص الأسباب الكامنة وراء إدمان الألعاب الإلكترونية، أكد الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمعالج النفساني، فيصل طهاري، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن ذلك راجع إلى إهمال الوالدين للطفل بتركه يلعب لساعات طويلة، موضحا أنه “بما أن الطفل لا يمكنه التحكم في اللعب، سواء اللعب الواقعي رفقة أصدقائه أو حتى اللعب الإلكتروني، فالوالدان مطالبان بتقنين استهلاك الإنترنت والألعاب الإلكترونية ونوعية هذه الألعاب”.

ونبه المعالج النفساني إلى أن “هناك ألعابا كثيرة تحتوي على مشاهد عنف، وأخرى خطيرة توجه للأطفال نوعا من الأوامر”، مستشهدا في هذا الصدد، بالأطفال الذين أقدموا على الانتحار بسبب لعبة إلكترونية بعينها كانت تأمرهم بخوض تجربة الانتحار.

ومن بين الآثار المترتبة عن هذه الظاهرة على الأطفال، يشير السيد الطهاري إلى أن وظائف الدماغ المتمثلة في الذكاء والإدراك والانتباه والتركيز والذاكرة تتأثر بشكل كبير بسبب الساعات الطويلة أمام الأجهزة الإلكترونية، مما ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي وعلى العملية التعلمية ككل.

وأوضح أن من بين الاضطرابات التعلمية هناك عسر الكتابة والقراءة، بحكم أن الطفل المدمن يتقوقع على نفسه وتربطه علاقة وطيدة جدا بجهاز اللعب، سوءا الهاتف أو اللوحة الإلكترونية، ويقطع علاقاته الاجتماعية مع أقرانه، خاصة إذا علمنا من الناحية النفسية الاجتماعية التأثير الإيجابي لجماعة الأقران على نموه النفسي المعرفي، وبالتالي يعد هذا الأمر خطيرا جدا، مما قد يتسبب له مستقبلا في اضطرابات في الشخصية.

ومع مرور الوقت، يستطرد الأخصائي النفساني، يمكن أن يصل الأمر إلى ظهور أعراض القلق والضغط النفسي، كما يمكن أن يصل في مرحلة معينة إلى ظهور اضطراب الاكتئاب عندما يجد الطفل نفسه معزولا عن وسطه الاجتماعي ومنعزلا ومنطويا على نفسه.

وبخصوص طرق العلاج، أكد السيد الطهاري أن هناك طريقتين تبعا لحالة الطفل. فهناك أولا التدخل المبكر للوالدين للحد من استهلاك الألعاب الإلكترونية، عن طريق تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الطفل وإعطائه بدائل أخرى غير الألعاب الإلكترونية، من قبيل مشاركته في اللعب، “بمعنى أن الوالدين يجب أن يشاركا الطفل اللعب الحقيقي”.

أما في المراحل المتقدمة من الإدمان المتمثلة في رصد بعض اضطرابات التعلم أو الاضطرابات المعرفية، فيوصي الأخصائي في هذه الحالة بتدخل المعالجين النفسانيين أو معالجي الإدمان. أما في حالة ظهور أعراض قوية كالقلق والاكتئاب، فيمكن اللجوء إلى التدخلات الدوائية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة