ترامب ينسحب مجددًا من اتفاق باريس للمناخ ويلغي سياسات بايدن المناخية

سعد الله الملالي
الواجهةعربي دولي
ترامب ينسحب مجددًا من اتفاق باريس للمناخ ويلغي سياسات بايدن المناخية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطاب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، بالإضافة إلى إلغاء 78 أمرًا تنفيذيًا وقعها سلفه جو بايدن. ويُتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعقيد الجهود العالمية لمكافحة الانحباس الحراري، خاصة أن الولايات المتحدة تُعد ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الكربون عالميًا بعد الصين.

وأكد ترامب في خطابه أن الأولوية ستكون لاستغلال “الذهب السائل” الأمريكي، في إشارة إلى النفط والغاز الطبيعي، مما يضع سياسة الطاقة النظيفة التي أطلقها بايدن في مأزق. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تعزيز إنتاجها من الوقود الأحفوري، واصفًا إياها بأنها ميزة اقتصادية لن تمتلكها أي دولة صناعية أخرى.

الانسحاب من اتفاق باريس يعيد إلى الأذهان خطوة ترامب المماثلة في يونيو 2017 خلال ولايته الأولى، والتي أثارت حينها إدانة واسعة من قادة العالم وخبراء البيئة. رغم أن الاتفاقية ليست ملزمة قانونيًا، إلا أنها لعبت دورًا في تقليل معدل الانحباس الحراري ودفع الدول نحو التحول إلى الطاقة النظيفة.

من جانبه، وصف فرانسيس كولون، المدير الأول للسياسة المناخية الدولية في مركز التقدم الأمريكي، انسحاب ترامب بأنه “خطأ تاريخي”، مشيرًا إلى أنه يأتي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة كوارث مناخية متزايدة مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا.

كما أثارت خطوة ترامب تساؤلات حول التزامات الولايات المتحدة المالية لدعم الدول الفقيرة المتضررة من تغير المناخ. ويبدو أن تراجع الولايات المتحدة عن تعهداتها سيضعف الثقة الدولية، مما قد يؤدي إلى تأخير تحقيق أهداف اتفاق باريس المتمثلة في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.

يرى مؤيدو ترامب أن هذه الخطوة مبررة نظرًا لارتفاع الانبعاثات العالمية واستمرار دول مثل الصين وروسيا في دعم الوقود الأحفوري. لكن مع ذلك، تُظهر التحليلات أن اتفاق باريس ساهم في إبطاء معدل الانحباس الحراري وألهم دولًا عديدة لتبني سياسات أكثر استدامة.

عودة ترامب إلى البيت الأبيض تُعتبر فرصة لتعزيز التحالفات مع الدول الداعمة للنفط والغاز مثل روسيا والسعودية، لكنها تُضعف جهود المجتمع الدولي لمواجهة التغير المناخي، وتترك الدول الأكثر عرضة للخطر تكافح للحصول على الدعم اللازم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة