أثار موقف رئيس الحكومة المغربية السابق، سعد الدين العثماني، من التطورات الأخيرة في سوريا
جدلًا واسعًا بين النشطاء المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي.
وكان العثماني في تدوينة على حسابه الرسمي في “فيسبوك”، قد عبّر عن رؤيته للأحداث في سوريا، مشيرًا إلى عودة النازحين الذين كانوا أطفالًا وشبابًا ليصبحوا اليوم “مظفرين” في مواجهة العدوان، في إشارة إلى الإنجازات التي حققتها المعارضة السورية المسلحة على الأرض. واعتبر أن هذه الأحداث تشبه إلى حد كبير ما وصفه بـ”طوفان الأقصى”، مشددًا على أن كلا الحدثين يسعيان لتحقيق الحرية والكرامة.
العثماني أضاف أن التطورات الحالية في سوريا سيكون لها تأثير كبير على المستقبل إذا خلصت النيات، مؤكدًا على أهمية جمع الكلمة، والتعاون بين أبناء الوطن لبناء مستقبل جديد للمنطقة.
واعتبر بعض النشطاء أن العثماني يعبر عن موقف داعم للمعارضة السورية، ما يتماشى مع مواقفه السابقة أثناء توليه رئاسة الحكومة، حيث كان معروفًا بدعمه لقضايا الشعوب الإسلامية والعربية.
في المقابل، انتقد آخرون تصريحاته، معتبرين أن موقفه قد يندرج ضمن خطاب “التدخل في شؤون دول أخرى”، وهو أمر حساس بالنسبة للسياسة الخارجية المغربية التي تعتمد غالبًا على الحياد وعدم التدخل في النزاعات الإقليمية.
و جاءت هذه التدوينة في وقت تشهد فيه الساحة السورية تطورات ميدانية خطيرة، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على مدينة تل رفعت في ريف حلب، وهو إنجاز استراتيجي، فيما رد النظام السوري وحليفه الروسي بشن غارات جوية مكثفة على معاقل المعارضة، ما أسفر عن سقوط قتلى وفقًا لتقارير إعلامية.
هذا التفاعل يسلط الضوء على استمرار الانقسام حول الموقف من الأزمة السورية، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي في المنطقة العربية.