أكد المحلل السياسي، محمد بودن، أن رسالة رئيس الحكومة الاسبانية للملك محمد السادس، بما حملته من معطيات ايجابية، هي إعادة لضبط للعلاقات بين البلدين على أسس دقيقة ومحددات صريحة كما حددها الملك في خطاب 20 غشت 2021 والتي تتجلى في الثقة والشفافية و الاحترام المتبادل و الوفاء بالالتزامات، معتبرا أن الرسالة مؤشر دال على دخول العلاقات بين الرباط ومدريد، مرحلة ايجابية هادفة يمكنها أن تشكل نقطة تحول إستراتيجية في إطار دينامية مكثفة بالعوامل المشجعة.
وأضاف، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، في تصريح لجورنال24، أن تعبير اسبانيا بوضوح عن قناعاتها بخصوص قيمة مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية سنة 2007 كحل منطقي ومرجعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية و مركزية الوحدة الترابية للبلدين يمثل التزاما جديدا لاسبانيا مع المغرب كشريك استراتيجي أساسي في شمال إفريقيا.
وشدد بودن، على أن الموقف الاسباني رغم أنه غير مألوف إلا انه خيار واقعي و متكيف مع حقائق الأمور وجوهر مصلحة اسبانيا و شعبها، وعليه يضيف المتحدث، فقد اتسم الموقف الاسباني، بالوضوح المثمر وابتعد عن التحفظ الرمادية بخصوص ملف الصحراء المغربية والمصالح العليا للبلدين وجاء منسجما مع قرارات مجلس الأمن و أسسها المعيارية خاصة القرار 2602.
إلى ذلك، أوضح الأكاديمي المغربي، أن المفاوضات بين البلدين رسخت لدى اسبانيا خلاصة واضحة بشأن الإيمان العميق للمملكة المغربية بأن حقوقها السيادية مسألة محسومة بالإضافة إلى أن وحدتها الترابية لا ينبغي أن يعتبرها أي بلد كعقبة للتعاون معه، حيث ثمة إدراك اسباني صريح لمكانة المملكة المغربية في الفضاء الإقليمي وما تمثله قضية الصحراء المغربية بالنسبة للمغاربة و مدى الترابط الوثيق بين مصالح البلدين جيو – استراتيجيا و اقتصاديا و أمنيا.