أفادت مجلة “جون أفريك” المتخصصة في الشأن الإفريقي، أن الرئيس الأسبق للبرلمان الجزائري، عمار سعداني، قد لجأ إلى المغرب خوفا من المتابعة القضائية، إثر تصريحات عن جبهة البوليساريو، اعتبرت مضادة لسياسة النظام الجزائري المساند للجبهة الانفصالية.
وحسب نفس المصدر، فإن الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، فضل الفرار إلى المغرب بدل إحدى الدول الأوروبية، خوفا من تسليمه في حالة أدانه قضاء العسكر.
الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، أكد أن بلاده دفعت أموالا طائلة ولمدة خمس عقود للجبهة الانفصالية، على حساب الشعب الجزائري، دون أن تحقق هذه الجبهة أي هدف من الأهداف التي أعلنت عنها.
المسؤول السابق في النظام الجزائري، شدد على أن العلاقات المغربية الجزائرية، أكبر من موضوع النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، مؤكدا على أن الظروف مناسبة لإحياء اتحاد المغاربي، خاصة بعد انتخاب رئيس جديد في الجزائر، وتغيير النظام في تونس وليبيا.
تصريحات سعداني، خلفت استياء شديد داخل دوائر نظام العسكر الذي يسيطر على مقدرات البلاد، مما جعل عدد من المسؤولين الموالين للجنرالات، الخروج بتصريحات مؤكدة على موقف الجزائر الثابت من نزاع الصحراء.
من جهته، اعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، حسان رابحي، أن رئيس البرلمان الأسبق، عمار سعداني، يملك كامل الحرية في التعبير عن رأيه، مردفا أن هذه التصريحات لن تؤثر على موقف الجزائر، من قضية النزاع في الصحراء.
إلى ذلك نقلت مجلة “جون أفريك”، عن مصادر من داخل المغرب، أن الرئيس الأسبق لبرلمان الجزائر، امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات للصحافة بخصوص أي من القضايا السياسية، حتى لا يكون سببا في زيادة حدة الاحتقان بين الجارين، مؤكدة أن الرجل يحظى بحماية أمنية داخل المغرب، ويتنقل بكل حرية داخل البلاد.
وحسب نفس مصادر، فإن عمار سعداني، البالغ من العمر 71 سنة، يعيش أياما هادئة في المغرب، حيث يتمتع بحماية أمنية عالية من لدن السلطات”، وأنه عمل على تأسيس عدد من المشاريع الاستثمارية بعدد من المدن المغربية.
هذا وتجدر الإشارة، إلى أن عمار سعداني، ليس هو المسؤول الجزائري الأول، الذي يفضل اللجوء والاستقرار في المغرب، سواء خوفا من المتابعة القضائية على خلفية تصريحات لا تنسجم مع ما يريده نظام الجنرالات، أو رغبة في التمتع بحياة هادئة بعد انتهاء مدتهم الانتدابية داخل مؤسسات الدولة.