يزداد الحديث عن الأنفلونزا الموسمية مع اقتراب موسم الشتاء، وحيث تبدو بسيطة لدى البعض، فقد تشكل خطرًا كبيرًا على الفئات الهشة مثل كبار السن، الأطفال، النساء الحوامل، وأصحاب الأمراض المزمنة. يشير الطبيب والباحث في السياسات الصحية، الطيب حمضي، إلى أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب المرض وتقليل مضاعفاته.
الأنفلونزا الموسمية ليست خطيرة في معظم الحالات بالنسبة للأشخاص الأصحاء، حيث يتعافى معظمهم خلال أسبوع إلى عشرة أيام، لكنها قد تكون مميتة عند إصابة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات. لذلك، يعتبر التطعيم أحد الوسائل الأكثر فاعلية للوقاية. اللقاح، الذي أثبت سلامته وفعاليته على مدار 80 عامًا من الاستخدام، يحقق حماية تصل إلى 90% من العدوى و50-80% ضد الحالات الشديدة والوفيات، خاصة لدى كبار السن.
تظهر أعراض الأنفلونزا عادة في شكل حمى (تصل إلى 40 درجة)، قشعريرة، سعال جاف، تعب، آلام في العضلات، وفي بعض الأحيان قيء أو إسهال. ولأن العدوى تبدأ قبل ظهور الأعراض، فإن اتخاذ الاحتياطات مثل غسل اليدين وتجنب الاتصال المباشر مع المصابين يلعب دورًا مهمًا في الوقاية.
يشدد حمضي على ضرورة تلقي اللقاح السنوي، خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن، الأطفال، النساء الحوامل، والمهنيين الصحيين. يبدأ تأثير اللقاح بعد حوالي أسبوعين من الحقن، ما يجعل شهري أكتوبر ونوفمبر الوقت الأمثل للتطعيم. أما حديثو الولادة والرضع دون ستة أشهر، فلا يمكنهم الحصول على اللقاح مباشرة، ولكن يمكن حمايتهم عبر تطعيم الأمهات الحوامل، مما ينقل الأجسام المضادة عبر الحليب.
الأنفلونزا تصيب مليار شخص سنويًا حول العالم، مع تسجيل أكثر من 5 ملايين حالة شديدة وما بين 300,000 إلى 650,000 وفاة. تعزيز المناعة عبر التطعيم، والالتزام بالعادات الصحية، هي مفاتيح الحماية من هذا المرض ومضاعفاته.