كشفت التدخل الأمني الجديد لعناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والذي مكن من توقيف خمسة ذئاب منفردة موالية لتنظيم داعش الإرهابي، أن هذا الأخير غير من إستراتيجية عمله، حيث استعاض تحت ضربات الأجهزة الأمنية الوطنية بالذئاب المنفردة بدل الخلايا المكونة من عدة أفراد.
وأكد عدد من الخبراء أن هذا التغيير في التكتيك الذي يبدوا أن المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش بدأت في نهجه، غالبا ما يتم اعتماده داخل الدول التي تملك جهازا أمنيا قويا ومتكامل، على اعتبار أن تحرك الأفراد أكثر سهولة من تحرك الخلايا، وأن كشف هاته الأخيرة أصبح أكثر يسر بالنسبة للأجهزة الأمنية المغربية مع مرور الوقت، وهو الأمر الذي تأكد لدى قيادات هذه التنظيمات الإرهابية.
كما كشفت العملية النوعية لرجال المكتب المذكور، الذي يتبع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن التفوق المغربي في مجال مكافحة التطرف والخلايا الإرهابية، عن إصرار الجماعات المتطرفة على استهدافه، حتى أن الأمر بالنسبة لها أصبح هدفا استراتجيا بسبب صمود الأجهزة الأمنية وأيضا بسبب السمعة الطيبة التي باتت تكتسبها هذه الأجهزة على المستوى الدولي.
وعلى الرغم من أن الحدود الشرقية والجنوبية للمملكة، باتت تعتبر مرتعا للجماعات المتطرفة، إلى أن المغرب تمكن من تجنب عدد من الكوارث الإنسانية التي كان من الممكن أن تتسبب فيها هذه الجماعات بفضل سياسيته الأمنية وبفضل يقظة أجهزته الوطنية.
إلى ذلك، رجح عدد من الخبراء، أن تغري الفوضى التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، زيادة إلى تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، بتحريك المزيد من الذئاب والخلايا للتخطيط لعمليات تخريبية في المغرب.
هذا بالإضافة إلى القيادات الجديدة لتنظيم داعش في إفريقيا، ستحاول إثبات نفسها وكفاءتها في العمل التخريبي وقتل الأبرياء، خاصة في ظل الصراع على النفوذ الذي يبدوا أنه احتدم بشكل كبير بين داعش وتنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى.