أكد تقرير نشرته وزارة الخارجية الأميركية حول مكافحة الإرهاب لسنة 2023، أن الولايات المتحدة لا تصنف حركة تقرير مصير القبائل (ماك) وحركة “رشاد” كمنظمات إرهابية، خلافا للموقف الذي تتبناه الجزائر بخصوص هاتين الحركتين، مشيرا إلى أن تركيز الجزائر على هاتين المجموعتين لا يعزى إلى مخاوف أمنية، بل إلى قضايا سياسية داخلية.
وفيما يتعلق بالحركتين المذكورتين، يشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة لم ترصد أي دليل على تورط أي منهما في أعمال إرهابية حسب التعريف الأميركي للإرهاب، معتبرا أن تصنيف الجزائر لهاتين الحركتين كإرهابيتين ينبع أساسا من اعتبارات سياسية، حيث ترى الجزائر أن حركة تقرير مصير القبائل تهدد وحدة البلاد من خلال مطالبتها باستقلال منطقة القبائل، في حين تتهم حركة “رشاد” بالسعي إلى قلب نظام الحكم من خلال دعم المعارضة السياسية.
وبحسب ما جاء في التقرير فإن السياسة الأميركية تجاه هاتين الحركتين تعتمد على تقييم الحقائق على الأرض وليس على التوجهات السياسية المحلية، وهو ما يشير إلى أن الولايات المتحدة تواصل التعاون مع الجزائر في مكافحة الإرهاب، لكنها ترى أن تصنيف الجماعات يجب أن يستند إلى أدلة قاطعة تتعلق بالتهديدات الأمنية.
وبشكل عام، يؤكد التقرير أن الجزائر واصلت جهودها في مكافحة الإرهاب خلال عام 2023، حيث نفذت عمليات واسعة النطاق تهدف إلى القضاء على الخلايا الإرهابية وتدمير مخابئ الأسلحة واعتقال المشتبه بهم، وهو ما ساهم في الحد من نشاط الجماعات الإرهابية داخل البلاد. ويشير التقرير إلى أن التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجند الخلافة، شهدت تراجعا مستمرا في أعدادها وقدرتها على استقطاب متطوعين جدد أو الحصول على موارد.
لكن الجزائر لم تسجل أي حوادث إرهابية داخل حدودها سنة 2023، حسب التقرير، رغم رصد بعض التهديدات الإقليمية، مثل تصاعد الأنشطة الإرهابية في مالي والنيجر، والهجرة عبر الحدود الجنوبية للجزائر، والروابط بين الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية، والتي تظل مصدر قلق.
ورغم اختلاف المواقف، أشاد التقرير بالعلاقات القوية بين الولايات المتحدة والجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون بين البلدين بما في ذلك تبادل الخبرات الفنية وتنظيم حوارات منتظمة لمعالجة التحديات الأمنية المشتركة.
ومن الجدير بالذكر أن تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن المغرب أبرز الاستراتيجية الشاملة للمغرب لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مشيرا إلى التزام المملكة بالتعاون على المستويين الإقليمي والدولي لمواجهة هذه الآفة وأيديولوجياتها المتطرفة.
وجاء في التقرير السنوي حول الإرهاب في العالم، الذي نشرته الخميس الدبلوماسية الأميركية: “إن للولايات المتحدة والمغرب تاريخا طويلا من التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب. وواصلت الحكومة المغربية استراتيجيتها الشاملة التي تتضمن تدابير اليقظة الأمنية والتعاون الإقليمي والدولي وسياسات مكافحة الإرهاب.
وتشير وزارة الخارجية الأميركية في هذا التقرير إلى أن الجهود المبذولة في إطار هذه الاستراتيجية الشاملة، التي تعطي “الأولوية للتنمية الاقتصادية والبشرية، فضلا عن مكافحة التطرف”، استمرت خلال عام 2023 من أجل “الحد من خطر الإرهاب”. ويشير التقرير إلى أن قوات الأمن المغربية تمكنت خلال العام الماضي، بتنسيق من وزارة الداخلية، من اعتقال ما لا يقل عن 56 شخصا، 40 منهم كانوا ينشطون بشكل فردي، فيما ارتبط 16 شخصا بست خلايا إرهابية مختلفة.