قالت الباتول أبلاضي، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إن المغاربة عاشوا على وقع الصدمة، بسبب النتائج المخيبة للامال للرياضة الوطنية، في الألعاب الأولمبية باريس 2024.
وأرجعت أبلاضي هذه الصدمة إلى ارتفاع سقف الانتظارات بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم في كاس العالم، قطر 2022.
وأوضحت أبلاضي، التي كانت تتحدث في الاجتماع الذي عقدته لجنة التعليم والثقافة والاتصال، صباح الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، أن حصيلة المغرب في الألعاب الأولمبية، عادت بالمغاربة إلى حقيقة الواقع المرير للرياضـة المغربية، الذي كشفت عنه عدة تقارير، منها تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنتي 2019 و2020، وتقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لسنة 2018.
وأضافت أن هذه التقارير بينت أن قطاع الرياضة قد تعثرت خارطة طريقه نحو التحول إلى قطاع منتج للأبطال والتفوق الرياضـي قبل الشغل والثروة، وأن الاستراتيجية الوطنية للرياضـة في أفق 2020 تعثرت هي الأخرى، إلى جانب افتقار عملية توزيع منح الدعم المالي على الجامعات الرياضية لقواعد الحكامة الجيدة، من خلال عدم وجود رقابة صارمة على كيفيات إنفاق المال العام.
أما تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، فقد أكد حسب المتحدثة، على أن الاستراتيجية الوطنية للرياضة قد فشلت في بلوغ الأهداف المسطرة، ومنها رفع عدد الرياضيين المجازين بأربعة أضعاف، حيث كان الهدف المنشود هو بلوغ 653700 رياضي مجاز بينما لم يتجاوز عددهم 337400، وأن هذه الاستراتيجية لم تتحول إلى سياسة عمومية قابلة للتنزيل، وأن الرياضة لا تحتل المكانة الجديرة بها في السياسة التنموية بالبلاد.
وانتقدت أبلاضي عدم توفر القطاع الحكومي الوصي على الرياضة، على بوابة إلكترونية، تتيح الاضطلاع على بيانات رسمية حول قطاع الرياضة والهيئات الفاعلة فيه، مبرزة أنه لا يمكن الحكم على حصيلة الرياضة المغربية في الألعاب الأولمبية، سوى أنها إخفاق ذريع، بالنظر إلى كلفة المشاركات الوطنية على الانفاق العمومي، وبالنظر كذلك إلى موقع المغرب وتاريخه الرياضـي ومكانته في هياكل اللجنة الأولمبية الدولية، التي يشغل فيها الرئاسة بالنيابة في شخص البطلة نوال المتوكل.
كما انتقدت عضو المجموعة، عدم حضور رؤساء الجامعات الرياضية، إلى جانب وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة، في اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، لتقديم تفسيرهم لهذا الإخفاق وسبل تجاوزه، ومعرفة ما الذي يعوزهم وما حال بينهم وبين تحقيق نتائج تليق بقيمة المغرب، وتعكس حجم الانفاق العمومي على هذا القطاع.
وقالت أبلاضي في الاجتماع نفسه، إن الحكومة متأخرة في تفعيل كامل التزاماتها الخاصة بالرياضـة في برنامجها الحكومي، خصوصا ما يتعلق بتعزيز مكانة الرياضة المدرسية، من خلال الزيادة في ساعات التربية البدنية ورفع معاملها، وتباطؤ تفعيل المراكز الرياضية بالمؤسسات الإعدادية لاحتضان أنشطة الرياضية الموجهة لتلاميذ الابتدائي، مشيرة إلى أن مسلك دراسة ورياضة بالثانوي التأهيلي الذي يهدف لتعزيز مكانة الرياضة في المناهج والبرامج الدراسية، والنهوض بأنشطة الحياة المدرسية وخاصة الأنشطة الرياضـية بما يخدم توسيع قاعدة الممارسين للرياضـة واكتشاف الطاقات الرياضية التي يمكن أن تطعم رياضـة النخبة، ما يزال يعرف صعوبات في التنزيل.