حتى نهاية سنة 1988 لم تكن احلامي تشبه أحلام من هم في سني آنذاك (23 سنة ) .
لم أكن افكر في الوظيفة ولا الهجرة ولا الزواج ولا ولا…..
كان حلمي لن انتعل حذاء جديدا بدل صندل البلاستيك الذي خذلني في عز القر بعد أنشطرت يمناه إلى نصفين وكأنها تفر من خيبتي وعجزي في ان اصحبها إلى مكان محترم يليق بأحلامي التي وئدت في بداية الطريق .
بعد تردد طويل قررت أن ابعث برسالة استجداء لقريبي المقرب جدا جدا جدا بالرغم من درايتي ببخله ،انانيته وعجرفته ووو….
كتبت له :
اخي (العزيز) :
تعلم انني منذ مدة لم أغادر عتبة البيت بسبب أنني لا أملك مايستر قدمي ، خاصة اننا في فصل البرد الذي يقهر من توفرت لهم كل وسائل التصدي له ( أي :البرد) من اغطية وافرشة وملابس صوفية وأحذية فما بالك بالحفاة من أمثالي.
اخي (العزيز ) لم اتوسم الخير في سواك ، لذلك استحلفك بكل عزيز ان تستر قدمي بما فضل منك ، وإن لم تستطع فأستر رسالتي هاته سترك المولى .
عند أول لقاء بقريبي العزيز دسست في كفه رسالتي الموقعة بقطرات الذل وانا ارتعش حياءا وانكسارا وكأنني متسول في بداية مشواره .
انتظرت أياما وليال وانا اتكهن لون الحذاء، شكله ومقاسه ووو قبل أن افاجأ ان قريبي العزيز نسخ عشرات النسخ من رسالتي ووزعها على كل قريب وكأنه بذلك يكشف للعالم عن سوأتي .
رسالتي هاته التي لطالما احرجتني وكنت اتوقع ان كل من صادفني أو ابتسم في وجهي انه يحتوي على نسخة منها هي من زرعت بداخلي هذا الحب الجارف لكل من يعيش على الهامش .